قصة المطر الفضي

اقرأ في هذا المقال


قصة المطر الفضي أو (The Silver Shower) هي قصة خيالية من الحكايات الشعبية الفلبينية الي ظهرت في المنشورات، وكانت هناك محاولة لتقديم مجموعة شعبية شاملة من هذه المواد لعامة الناس، هذه المجموعة من الحكايات ستمنح المهتمين فرصة لتعلم شيء من السحر والخرافات والعادات الغريبة للفلبينيين.

الشخصيات:

  • أبناء قبيلة مانيلا.
  • مورو ورجاله.

قصة المطر الفضي:

كان هناك في الليل في قبيلة مانيلا عندما تنفجر أجراس المدينة خارج البيوت وتبدأ الأضواء في الظهور في النوافذ تمتلئ الممرات بالناس الذين يسارعون نحو الخليج في الشوارع حيث كانت مئات العربات، ومصابيحها المتلألئة مثل حشرة اليراعات كانت تتسارع بسرعة بينما ينطلق فرسان الكوتشيروس على المهور الفلبينية الصغيرة، وكانوا كلهم ملزمون بالذهاب إلى لونيتا للاستماع إلى الحفلة المسائية.

كانت لونيتا مكان جميل وهي بقعة في حديقة المدينة، وهي مبنية على شكل بيضاوي ومروجها الخضراء مغطاة بمقاعد مخصصة للناس ويحيط بها ممر واسع حيث تحول مئات الأضواء الكهربائية الليل إلى نهار، كان يوجد قائد الفرقة عند كل طرف من طرفي الحديقة البيضاوية، وفي الحفلات الموسيقية الليلية يتم تقديم العروض الموسيقية من قبل الفرق العسكرية.

كان هناك الآلاف من الناس يجتمعون للاستماع إلى الموسيقى، وكانت أزياء الضباط والرجال المشرقة، والفساتين البيضاء للسيدات الأمريكيات والعباءات السوداء للفتيات ذات العيون الداكنة، والكاميرات ذات الألوان المثالية للفتيات الفلبينيات تُظهر أن جمال وفروسية مانيلا قد اجتمعا في الحفل، كانت تعزف الفرقة العديد من الموسيقى الجميلة وتختتم أخيرًا حفلتها في الحال.

وكان كل الناس يقفون في انتباه صارم حتى تنتهي الأغنية القديمة المجيدة، ثم يتفرق الموسيقيون وتبتعد العربات ويعود الناس إلى منازلهم، ومع ذلك يظل الكثيرون على المقاعد أو يتجولون على طول الشاطئ يشاهدون المياه تتلوى على الشاطئ، وعندما تصل الأمواج إلى الأرض، يبدو أن ضوءًا ناعمًا ينطلق منها ويتحول إلى آلاف النجوم الصغيرة.

وبين الحين والآخر يتخطى شخص ما حجرًا فوق الماء حيث يلامس ينبوع صغير من النار السائلة ينبع لأعلى، ويتموج الماء بعيدًا في دوائر متلألئة تزداد اتساعًا وتختفي أخيرًا في وميض من الضوء الفضي، من بين كل جمال الجزر تحتل مياه خليج مانيلا في الليل المرتبة الأولى، وأولئك الذين يسألون عن سبب وميضها وتوهجها بهذه الطريقة يتم إخبارهم بقصة الحمام الفضي الذي أنقذ قرى الباسيج من الزعيم مورو داتو بونغتاو.

حيث قبل مئات السنين جاء الرسل مسرعين من جنوب لوزون مع أنباء أن داتو بونغتاو العظيم قدم مع العديد من السفن والرجال، وكان في طريقه إلى الجزيرة لحرق القرى ونقل الناس إلى العبودية، ثمّ شعر الناس يخوف كبير سيطر على قلوبهم، لأنّ مورو داتو الشرس كان يمثل رعب البحار الشرقية، وتمّ الإبلاغ عنه في جميع الجزر الجنوبية، ومع قوته وشراسته فقد عقدوا العزم على الدفاع عن منازلهم وإنقاذ شعبهم من العار والرق.

ثبتت صحة الخبر، لأنّ الزعيم مورو قد أنزل جيشًا كبيرًا على شاطئ خليج باتانجاس وبدأ أتباعه الشرسين الهجوم والقتال بالنار والسيف شمالًا لإبادة البلاد، ولبعض الوقت قادوا الجميع أمامهم وانتصروا عليهم، ولكن سرعان ما احتشد لوزون ضدهم وسارع عدد كبير من المحاربين جنوباً لقتال قبيلة مورو، وتمّ نسيان كل المشاعر القبلية واندفع تاجالوس وماكابيبيس وإيغوروتس وبانجاسينان وكلهم زعماء قبائل بالآلاف نحو الجنوب.

وجد رجال مورو أنفسهم في الوقت الحالي يخضعون للهجوم من قبل جيش كبير من الرجال المصممين على إنقاذ منازلهم أو الموت أثناء القتال، وبالقرب من بلدة إيموس الحالية في كافيت اندلعت معركة وهُزم مورو، ثمّ تراجعوا جنوباً لكن أعداداً كبيرة من فيكولز وتينغويان اندفعوا من الجزء الجنوبي من الجزيرة وسدوا طريقهم.

انتهت المعركة النهائية على شاطئ بحيرة بومبون العظيمة، وقُتل المورو، وبفرح عظيم عادت القبائل شمالًا وجنوبيًا إلى منازلهم، لكن في غضون ذلك لم يكن بمورو ميتاً كما توقعوا لذلك قام بتجهيز رجاله، وأبحر بمئتي سفينه شمالًا ولم يشك أبدًا في أن جيشه سوف يكتسح كل شيء أمامه، ولكن حمل إعصار أسطوله جنوبًا إلى بحر الصين، لكنه توجه مرة أخرى إلى لوزون وبعد ثلاثة أسابيع كان على مرمى البصر من جزيرة مانيلا.

أبحر في خليج مانيلا ووضع أسطوله أمام القرى الواقعة على نهر باسيج الموقع الحالي لمانيلا، وتجمّع الناس على الشاطئ في حالة من الرعب، لأنّ جميع المحاربين في مدينة مانيلا قد ذهبوا لقتال الجيش الغازي ولم يبق في القرى سوى الرجال والنساء والأطفال الأكبر سنًا، وعُقد على عجل مجلس الحكم وقرروا أخيرًا إرسال رسول إلى الزعيم مورو مع كل الذهب والأشياء ذات القيمة التي يمتلكونها، معتقدين بذلك إرضاء داتو الشرس وإنقاذ قراهم من الأذى.

لذلك قدمت النساء خواتمهن وأساورهن والرجال أساورهم وسلاسلهم، وتمّ أخذ كل شيء ذي قيمة من المنازل حتّى معابد الصلاة جُردت وأخذوا كل الحلي منها، وكان خوف الناس عظيمًا لدرجة أنّهم أرسلوا التمثال الذهبي للإله العظيم كابتان الذي كان فخر القبيلة التي جاء أعضاؤها أميالاً ليعبدوها، وبينما كان مورو بونغاتو يستعد للهبوط ومهاجمة البلدة مع بحارته، جاء الرسول في زورقه بجانب السفينة وهو يرتجف من الخوف.

كان الرسول هو رجل عجوز وتوسل من أجل الرحمة من أجل الناس على الشاطئ، وأشار إلى الهدايا التي بعثوا بها له وعرضها على بونجاتو، ثمّ وضع تمثال الالة الذهبي عند قدمي مورو وانحني على الأرض، ضحك مورو بونغاتو في ازدراء على العرض حيث كان الذهب على جزيرته كافياً لإرضاء شعبه لقد احتاج إلى عبيد للعمل في الحقول، لأنّه لم يرضى أن يعمل المحاربين ورفاقه في الحقول.

فركل العجوز والتقط التمثال الذهبي المقدس ورماه بعيدًا فوق الماء، ولكن على الفور أصبحت السماء مظلمة وغطت الأرض الغيوم، وشعر العجوز بأنّه تمّ القبض عليه بأيدي غير مرئية حملته إلى الشاطئ، ثمّ فجأة انفتحت السماء وهطلت نيران فضية على قوارب مورو وعبثًا حاول الموروس الفرار، لأنّ النار طوقتهم من كل جانب، وقفزت الكثير من السفن المحترقة في الماء المغلي، وعندما خفّ الظلام اختفت القوارب ومورو ورجاله.

ركض الناس على الشاطئ بفرح إلى معبد العبادة للصلاة، وكانت دهشتهم عندما وجدوا التمثال الذهبي للإله في مكانه المعتاد، ومن حوله الأساور والخواتم المقدمة للموروس، وعندما عاد المحاربون بعد أيام قليلة من انتصارهم العظيم في الجنوب، بالكاد استطاعوا تصديق قصة الانتصار الرائع لشعبهم، لكن في الليل عندما رأوا المياه الباهتة حتى الآن تتدفق وتتكسر على الشاطئ في بلورات من الضوء الفضي.

وعرفوا أنّ قوة السماء هي التي أنقذت منازلهم وعائلاتهم، وأصبحت القرى هي شيء من الماضي، أمّا مدينة مانيلا الحديثة تقف الآن على ضفاف باسيج والليالي هناك جميلة جداً حيث يتنهد النسيم بهدوء عبر أشجار النخيل ويضيء القمر الذهبي على مياه خليج مانيلا، وعلى الشاطئ تتكسر الأمواج بلطف وتندفع كرات صغيرة من الضوء الفضي لتندفع على الشاطئ. يقول الحكماء أنّ الماء مليء بالفوسفور، لكنّهم لم يسمعوا قط بقصة الحمام الفضي.


شارك المقالة: