قصة وجه الماعز أو (Goat-Face) هي حكاية فولكلورية إيطالية، تمّ نشرها ضمن مجموعة(Il Pentamerone) لأول مرة في نابولي بواسطة (Giambattista Basile) الذي يعتقد أنه جمعها بشكل رئيسي في جزيرة كريت والبندقية، للمؤلف جيامباتيستا باسيلي.
الشخصيّات:
- الفلاح.
- الابنة الصغرى.
- السحلية.
- الملك.
- الأم.
قصة وجه الماعز:
كان لفلاح اسمه ماسانييلو اثنتا عشرة بنت، حيث في كل عام كانت والدتهن تلد لزوجها بنت صغيرة، حتّى أنّ الرجل الفقير، ، كان يذهب مبكراً كل صباح ويقوم بالعمل بجد طوال اليوم لإعالة أسرته بشكل لائق، وعلى الرغم من الأجر القليل الذي كان يحصل عليه من عمله، إلّا أنّه كام يساعده كي لا يشعر أطفاله بالجوع.
وحدث ذات يوم، أنّه كان يحفر عند سفح جبل، وعلى مقربة منهبكان هناك كهف عميق ومظلم، وفجأة خرجت من هذا الكهف سحلية خضراء بحجم التمساح، وعندما رآها الفلاح كان الرجل الفقير مرعوبًا جدًا لدرجة أنّه لم يكن لديه القدرة على الهروب، وكان يقف منتظرًا لحظة نهاية أيامه بقضمة واحدة من هذا الحيوان القبيح، ولكنّ السحلية اقتربت منه وقالت: لا تخف يا رجلي الطيب، فأنا لم آت إلى هنا لألحق بك أي ضرر، بل لأفعل لك الخير.
وعندما سمع الفلاح هذا، جثى على ركبتيه وقال: سيدتي، أنا أضع نفسي كليًا في قوتك وتحت أمرك، أرجو منك أن تتصرفي بعد ذلك بتعاطف معي، فانا لديّ اثني عشر طفلة لأطعمها، قالت السحلية: من أجل هذا بالذات، أنا مستعدة لخدمتك، لذا احضر لي صباح الغد أصغر بناتك، لأننّي سأربيها مثل ابنتي، وأحبها أكثر من نفسي، في هذا الوقت كان الأب المسكين مرتبكًا أكثر من أي وقت مضى. لأنّه عندما سمع السحلية تطلب منه إحدى بناته وأكثرهنّ رقة، ثمّ قال لنفسه: إذا أعطيتها ابنتي، وكأنّني سأعطيها روحي، وإذا رفضت طلبها، فإنها ستأخذ جسدي هذا وتلتهمني.
ثمّ قال: ما الذي يجب أن أفعله؟ ما هو المسار الذي يجب أن أتخذه؟ يا له من يوم سيء، ويا لها من مصيبة نزلت عليّ من السماء! بينما كان يتحدث هكذا، قالت السحلية: يجب أن تذهب سريعًا وتفعل ما أطلبه، أو سأحصل عليها بنفسي، عاد الرجل إلى المنزل حزينًا تمامًا، وكان وجهه أصفر تماماً كما لو كان مصابًا باليرقان، وعندما رأته زوجته، فقالت له: ما الذي أصابك يا زوجي؟ هل تشاجرت مع أحد؟
قال ماسانييلو: لا شيء من هذا القبيل، لكن سحلية عجوز وضعتني في حالة من الرعب، لأنّها هددتني بأنني إذا لم أحضر ابنتنا الصغرى، فسوف تجعلني أعاني من ذلك، لا أعرف ماذا يمكنني ان أفعل، من جانب الحب تجاه ابنتي يقيدني، ومن ناحية أخرى أفكر بعبء عائلتي، والآن يا زوجتي العزيزة أنصحني، وإلا فقد لا أجد حلاً بنفسي!
وعندما سمعت زوجته هذا، قالت: من يعلم يا زوجي، ولكن قد تكون هذه السحلية قد تعطينا ثروتنا التي نبحث عنها وقد تكون مفيدة لابنتنا، لذا اذهب وخذها بعيدًا، لأنّ قلبي يقول لي أن بعض الحظ الجيد ينتظر الفتاة الصغيرة المسكينة! عزَّت هذه الكلمات ماسانييلو، وفي صباح اليوم التالي، أخذ يد الفتاة الصغيرة، وقادها إلى الكهف، ثمّ خرجت السحلية وأخذت الطفل وأعطت الأب حقيبة مليئة بالتيجان قائلة: اذهب الآن وكن سعيدًا، فقد وجدت رينزولا الأب والأم
شكر ماسانييلو بسعادة غامرة السحلية وعاد إلى المنزل لزوجته، و أصبح لديهم المال الكافي لتمكينهم من الاستمتاع وحل مشاكل الحياة جميعها، ثمّ صنعت السحلية أجمل قصر لرينزولا، وربتها بطريقة رائعة ومنحتها كل ما يمكن أن تحلم به أي ملكة، وقدمت لها الملابس التي ترتديها الأميرات، وكان لديها مائة خادمة تنتظرها، وبهذه المعاملة الجيدة كبرت الفتاة بسعادة.
وحدث يوماً أثناء خروج الملك للصيد في تلك الأجزاء، حلّ عليه الليل، وبينما كان يبحث عن مكان لينام فيه، رأى شمعة تتألق في القصر، فأرسل أحد عبيده ليسأل صاحبه أن يسمح لهم بالنوم والراحة هناك، ولما جاء الخادم إلى القصر ظهرت السحلية أمامه على شكل سيدة جميلة، وبعد سماع رسالته، قالت إنّ سيده يجب أن يكون موضع ترحيب، ولمّا سمع الملك هذا الجواب ذهب إلى القصر واستقبله مئة فارس.
وجلبت مائة خادمة أمامه الأطباق إلى الطاولة، وعندما رأى الملك رينزولا نظر إليها بدهشة بالغة، وبعد استضافته من قبل السحلية عدة أيام، ومعاملته بطريقة الملكية، شعر أنه لا يستطيع العيش بدونها، لذلك دعا الجنيّة، وسألها أن تزوجه منها، وبناءً على ذلك وافقت الجنيّة على الفور، وأعطتها مهرًا قدره سبعة ملايين من الذهب.
غادر الملك بسعادة غامرة بهذا الحظ السعيد مع رينزولا التي كانت سيئة وجاحدة لكل ما فعلته الجنيّة من أجلها، فذهبت مع زوجها دون أن تتفوه بكلمة شكر واحدة للجنيّة، ثمّ قامت الجنيّة وهي تنظر إلى مثل هذا الجحود بشتمها، وتمنّت أن يصبح وجهها مثل وجه ماعز، وبالكاد كانت تنطق بالكلمات، عندما امتدّ فم رينزولا، وتقلّص فكها، وتصلّب جلدها، ونما شعر خديها، وتحولت خصلات شعرها المظفرة إلى قرون مدببة.
وعندما رأى الملك المسكين هذا، وبتنهدات ودموع صاح: هل يجب أن أكون زوجًا لعنزة؟ لذلك، وبمجرد وصولهم إلى قصره وضع رينزولا في المطبخ مع خادمة، وأمرها بالعمل بالغزل، لكنّ رينزولا التي اعتقدت أنها لا تزال كما هي في منزل الجنيّة، والتي لم تنظر إلى نفسها في الزجاج رمت الغزل من النافذة قائلة: إذا كان الملك يريد القمصان ليشتريها، وليتذكر أنني زوجته ولست خادمة.
وذهبت بعيداً إلى قصر الجنيّة وأخبرتها بسوء حظها، ثمّ عانقتها الجنية بعاطفة كبيرة، وأعطتها كيسًا مليئًا بالخيوط المغزولة، لتقدمه للملك وتريه كم كانت ربة منزل بارزة ومجتهدة، أخذت رينزولا الحقيبة ، وذهبت دون أن تقول كلمة شكر واحدة إلى القصر الملكي، ومرة أخرى، كانت الجنيّة غاضبة جدًا من سلوك الفتاة.
وبعد جحودها تجاه السحلية، في أحد الأيام ظهر لها عجوز ذو لحية بيضاء ووضع أمامها مرآة وعندما نظرت رينزولا في المرآة، ورأت وجهها القبيح، شعرت وكأنها ماتت من الرعب، ولم تكن تعرف نفسها، عندئذ قال لها الرجل العجوز: عليك أن تتذكري رينزولا، أنّك ابنة فلاح وأن الجنيّة هي التي ربيتك لتصبحي ملكة، لكنّك وقحة، وغير مهذبة وناكرة للجميل، بحيث لم تشكري الجنيّة على أي شيء قدمته لك.
لقد جلبت سوء الحظ على نفسك، انظري إلى وجهك الذي حصلت عليه! لأنّه من خلال تعويذة الجنية تغير وجهك، ثمّ قال: اذهبي إلى الجنية، وارمي نفسك على قدميها، واطلبي العفو عن سوء المعاملة التي أظهرتها لها، إنّها رقيقة القلب وستشعر بالشفقة عليك بسبب سوء حظك، شعرت رينزولا بالتأثر السريع، واتبعت نصيحة الرجل العجوز، ثمّ عانقت الجنيّة وقبلتها، وأعادتها إلى مظهرها السابق، وأحضرتها إلى الملك برفقة حشد من الخدم، وعندما رآها الملك كانت جميلة ورائعة وأحبها من جديد، وهكذا عاشت رينزولا سعيدة، وتحب زوجها، وتكرم الجنيّة.