قصة وجوه مألوفة - جين لا تشتكي

اقرأ في هذا المقال


قصة وجوه مألوفة – جين، جين لا تشتكي. أو (Familiar Faces II: Jane, Jane Don’t Complain! Fairy tale by Parker Fillmore) قصة خيالية للكاتب باركر فيلمور، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، تمّ تصنيف (The Laughing Prince) على أنها حكايات خرافية سلافية، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي سمعها، وجمع هذه الحكايات الشهيرة التي كانت جزءًا من تراث الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.

الشخصيات:

  •  جين.
  • الزوج.
  • الملك.

قصة وجوه مألوفة – جين لا تشتكي:

هنا كان رجلاً فقيرًا وكسولًا وكانت له زوجة أسوأ من كل النساء، كان اسمها جيني، كانت جيني كسولة جدًا لدرجة أنّها كانت تعجز من رفع قدم من أقدامها تلو الأخرى، وفضلاً عن كسلها كانت دائمة الشكوى والتذمر، وعندما كانت تستيقظ اعتادت أن تقول في الصباح: أتمنى ألا نضطر إلى النهوض! وفي المساء كانت تتأوه في الليل وتقول: أتمنى ألا نضطر إلى خلع أحذيتنا قبل الذهاب إلى الفراش.

وفي أحد الأيام عندما كانت هي وزوجها كلاهما في الغابة يجمعان الحطب، قالت جيني: لا أفهم لماذا لسنا أغنياء؟ ولا أفهم لماذا يجب على الملك أن يعيش براحة تامة بينما علينا أن نلح على كل ما نحصل عليه، كما أنني أكره العمل، وتوقفت جيني وزوجها عن العمل، وكان ذلك بسبب عدم توفر الوقت الكافي لديهم للتفكير في العمل.

وتابعت جيني وزوجها الدوران حول نفسيهما لجمع الحطب دون فائدة فقالت وهي تتذمر: آدم وحواء يتحملان اللوم عن كل مصائبنا، إذا لم يكونوا قد عصوا أمر الله وأكلوا تلك التفاحة، فسنعيش جميعًا في الجنّة حتّى يومنا هذا، لذلك أن يجب علينا أن نتعثر ونكدح ونعمل ونتعب، فقال الزوج: نعم إنّه كذلك خاصة حواء، بالطبع كان اللوم على آدم أيضًا لأنّه كان يجب أن يتحكم في زوجته بشكل أفضل.

ولكن كان اللوم الأكبر على حواء، كان عليه أن لا يسمح لها بلمس التفاحة من البداية، لكانا بقيا الآن في الجنّة، في تلك الأثناء حدث أنّ الملك الذي كان يصطاد في ذلك اليوم سمع هذه المحادثة بين الزوجين، ولقد فكر في نفسه قائلاً: لدي خطة رائعة لتعليم هذين الشخصين درسًا، فخرج من بين الشجيرات التي أختبأ خلفها عنهم وقال: يوم جيد لكما!

ثمّ قال الملك: لقد سمعت لتوي شكواكما وأنا أيضًا أعتقد أنّه من الصعب جدًا أن تكون فقيرًا بينما يكون الآخرون أغنياء، سأقول لكما ما سأفعله: سآخذكما معي إلى القلعة وأبقيكما في راحة ورفاهية شريطة أن تطيعاني في شيء واحد فقط، وافقت جيني وزوجها على ذلك بشغف، وقام الملك وأخذهما معه إلى المنزل في القلعة. ووضعهما في غرفة بها أثاث ذهبي، وأعطاهما ملابس جيدة لارتدائها.

وكان يقدم لهما أشهى الأطباق في العالم، وعندما جلسا يأكلان أول وجبة ملكية لهما، جاء إليهما حاملاً في يديه طبقًا من الفضة، ووضع الطبق في وسط الطاولة، وقال: الآن يا أصدقائي لقد وعدت أن أحافظ عليكما للعيش بهذه السهولة والرفاهية بشرط أن تطيعاني في شيء واحد، هل ترون هذا الطبق الفضي، أنا أمنعكما من رفع الغطاء عنه والنظر بداخله، وإذا عصيتماني فسوف آخذ منكما ملابسكما الجميلة في تلك اللحظة وأعيدكما إلى فقركما وبؤسكما.

وبهذا تركهما الملك وتناولا الكثير من الأطعمة اللذيذة الموضوعة أمامهما، كانا مشغولين للغاية يأكلان ويشربان ويتفاخران بملابسهما الجميلة لدرجة أنّهما في اليوم الأول لم يفكرا في الطبق المغطى، وفي اليوم الثاني لاحظت الزوجة ذلك فقالت: هذا هو الشيء الذي لا يجب أن نلمسه، حسنًا من جهتي لا أريد أن أنظر إليه، و لا أريد أن أفعل أي شيء سوى الأكل والنوم وتجربة ملابسي الجديدة الجميلة.

وبحلول اليوم الثالث، كانا قد أكلا كثيرًا وبثبات لدرجة أنهما لم يعودا يعانيان من الجوع، وعندما استلقيا على السرير الناعم الكبير، لم يقدرا على النوم فوراً كعادتهما، وبدأت جيني تتذمر وتقول: عزيزي، لا أعرف ما مشكلة هذا الطعام، لم يكن طعمه جيدًا كما كان عليه من قبل ربما أصبح الطباخ مهملاً، أعتقد أنّه يجب علينا تقديم شكوى إلى الملك.

ثمّ قالت: وبدأت أشعر بعدم الارتياح الشديد وليس لدي أي شهية على الإطلاق، وأتساءل ماذا يوجد في هذا الطبق المغطى ربما يكون شيئًا نأكله، شيء لذيذ تمامًا لدي فضول لرفع الغطاء وأرى ما بداخله، فزمجر الرجل بغضب: اتركي هذا الطبق الفضي وشأنه، ألا تتذكري ما قاله الملك؟ فصرخت جيني: ماذا يهمني ما قاله الملك! أعتقد أنّه كان يسخر منّا ويخبرنا أنّه يجب ألا نرفع غطاء ذلك الطبق الفضي.

بعد كل شيء الطبق هو طبق وليس جريمة رفع الغطاء حتى لو كان مصنوعًا من الفضة، ومع ذلك قفزت جيني وقبل أن يتمكن زوجها من إيقافها رفعت الغطاء الممنوع، وعلى الفور قفز فأر أبيض صغير من الطبق الفضي واندفع بعيدًا، وعندها صرخت جيني وأسقطت الغطاء بصوت عظيم، فسمع الملك الذي كان في غرفة مجاورة الصوت ودخل، وبالتالي قال: لقد فعلت الشيء الوحيد الذي قلت لك ألا تفعله!

لم تمضيا هنا مدّة سوى ثلاثة أيام وعلى الرغم من أن لديك كل ما يمكن أن يتمناه قلبك إلا أنك لا تستطيعين أن تطيعني في هذه المسألة الصغيرة! فقال الرجل: جلالتك زوجتي هي التي فعلت ذلك وليس أنا، قال الملك: لا يهم أنت أيضاً الملام، لو كنت قد قيّدتها لما حدث ذلك، ثمّ دعا عبيده وأمرهم بخلع الملابس الجميلة عنهما، ولبس الزوجين مرّة أخرى ملابسهم القديمة.

ثمّ قال وهو يخرجهم من بوابات القلعة: الآن، لا تلوما آدم وحواء مرة أخرى على المصائب التي تجلبونها على أنفسكم.


شارك المقالة: