الخير والنفع بيد الله؛ لذلك يجب على الإنسان أن لا يحزن على أمر تمنّاه ولم يحدث، هذا ما حدث مع سامي الذي حزن على فقدان ورقة اليانصيب، ولكن زميله أخبره أنّه لم يكن يعرف حقيقة الأمر وهل سيكون خيراً أم شرّاً، أدرك بعد ذلك سامي يجب دائماً أن لا يحزن على أشياء لا يعلم نفعها وضرّها.
قصة ورقة اليانصيب
في إحدى المدن يعمل سكّانها بعدّة المجالات المختلفة من أجل كسب المال، فتجد في السوق المحلّات التي تبيع الأشياء المختلفة، وبجانب المحل الذي يبيع الشاي يوجد موقف للحافلات؛ حيث يبيع هذا المحل المشروبات الساخنة للمسافرين الذين ينتظرون وصول الحافلات المسافرة.
من بين هؤلاء الرجال الذين كانوا يقفون بجانب محل الشاي ويتكلّمون، ستة من الأصدقاء الذين يعملون بأماكن مختلفة، ولكنّهم كانوا متجاورين، وكانوا دائماً يلتقون عند هذا المحل ويتجاذبون أطراف الحديث، كان من بينهم رجل يعمل بتجارة الملابس الجاهزة واسمه سامي، وفي مرّة من المرّات اجتمع هؤلاء الرجال الستّة كعادتهم وبدأوا يتكلّمون ويتجاذبون أطراف الكلام، ولكن سامي كان صامتاً.
بدأ الجميع يتساءل لماذا يبدو على سامي الحزن والصمت، وكان في كلّ مرّة يجيبهم بأنّه لا يعاني من شيء بل يريد الصمت فقط، ولكن كان هنالك واحد من أصدقائه وكان مصرّاً على معرفة سبب صمته فقال له: انا لدي مشكلة كبيرة وأنا أجلس أفكّر في حلّها، تجمّع الأصدقاء جميعهم ليستمعوا لمشكلة صديقهم سامي.
قال لهم سامي: لقد فقدت اليوم مبلغاً من المال، وهو مئة ألف يورو، تفاجأ الجميع من كلام صديقهم سامي وكيف يحمل هذا المبلغ الكبير، فقال لهم: نعم لقد كان لديّ مئة ألف يورو وفقدته وأنا لا أعلم كيف سأحلّ المشكلة بفقدان ثروتي تلك، صمّم أصدقاء سامي على معرفة مصدر ذلك المبلغ فقال لهم: لقد ربحت هذا المبلغ من خلال ورقة اليانصيب؛ فقد قرأت في صحيفة الجمعة الماضي أن هنالك ورقة يانصيب إن اشتريتها فسأفوز بالمبلغ يوم الأربعاء، وأنا كنت أريد شراء تلك الورقة ولكننّي نسيت ذلك.
أكمل سامي قائلاً: لقد قرأت في صحيفة اليوم اسم الفائز بها، وأنا قد خسرت ذلك المبلغ، سأله أحد الأصدقاء: وهل اشتريت الورقة ولم تربح، أم أنّك فقد الورقة؟ ردّ عليه سامي: لا بل أنا نسيت أن أشتري الورقة وإلّا سيكون اليوم هو يوم حظي، تفاجأ الجميع من سامي وكيف يحزن على شيء لم يفعله، شعر الجميع أن الأمر لا يستحق الحزن؛ قال له أحد من زملائه: عليك أن لا تحزن يا سامي فأنت لا تعلم ما الخير في هذا الأمر أو الضرر به.
شعر سامي أن كلام صديقه صحيح؛ فالشخص لا يجب أن يحزن على أمر لم يحدث؛ لأنّه لا يدرك حقيقة الأمر وهل سيكون خيراً أم شرّاً، وشعر أنّه يبالغ في حزنه وبدأ يشعر بالارتياح بعد كلام صديقه هذا.