قصة وعاء العقل

اقرأ في هذا المقال


قصة وعاء العقل أو (A Pottle o’ Brains) هي حكاية من الحكايات الشعبية والأساطير الإنجليزية والويلزية، حررها جوزيف جاكوبس، ظهر تقليد الحكايات الخيالية الإنجليزية من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه.

الشخصيات:

  • الأحمق.
  • العجوز الحكيمة.
  • الفتاة.
  • الأم.

قصة وعاء الدماغ:

كان هناك ذات مرة أحمق يريد شراء وعاء من الأدمغة، لأنّه كان دائمًا يتورط في المشاكل بسبب حماقته، وكان الجميع يسخر منه، فأخبره الناس من قبيلته أنه يمكن أن يحصل على ما يبحث عنه من المرأة الحكيمة التي تعيش على قمة التل، والتي كانت تعمل في صنع الجرعات والأعشاب والتعاويذ والأشياء الأخرى، وأخبروه أنّها يمكن أن تخبره بكل مايريد أن يعرفه! وكل ما سيحل به مستقبلاً هو أو قومه.

فأخبر والدته، وسألها إن كان بإمكانه البحث عن المرأة الحكيمة وشراء إناء للعقل، فقالت له أمه: هذا ما يجب عليك فعله، أنت بحاجة ماسة إليه يا بني، وإذا مت فمن سيهتم بك أيها الأحمق المسكين، فأنت لست قادراً  على رعاية نفسك كما لو كنت طفلاً، فذهب بعد تناول الشاي لزيارة الحكيمة، فوجدها جالسة بجانب النار وتحرك قدرًا كبيرًا.

فقال لها: مرحباً سيدتي، إنّها ليلة رائعة، فقالت المرأة العجوز: نعم، واستمرت في التحريك، ثمّ قال وهو يتململ ويتقدم خطوة ثمّ يتراجع بأخرى: ربما ستمطر، فقالت العجوز: ربما، قال وقد نظر خارج النافذة، وحكّ رأسه ولوى قبعته: حسنًا، هل تعلمين أي شيء آخر بشأن الطقس، هل المحاصيل على ما يرام؟ فقالت العجوز: بخير، والبهائم تسمن، فقال الأحمق: توقفي يا سيدتي، أعتقد أننا سنتحدث عن الأعمال الآن، هل لديك أي عقول للبيع؟

فقالت العجوز: هذا يعتمد، إذا كنت تريد عقل الملك، أو عقل الجندي أو عقل المعلم، يجب أن أعلم حتّى أقرر، فقال الأحمق: العقول العادية التي تناسب أي أحمق مثل أي شخص هنا، شيء مثل الشائع هنا في القرية، فقالت العجوز: نعم، سأعطيك العقل إذا كان الأمر كذلك فستساعد نفسك بنفسك، فقال الاحمق: كيف ذلك يا سيدتي؟

قالت وهي تنظر في القدر: أحضر لي قلب الشيء الذي تفضله أكثر من كل شيء، وسأخبرك من أين تحصل على دماغك، قال وهو يحكّ رأسه: لكن كيف أفعل ذلك؟ فقالت له: اكتشف بنفسك، يا صديقي! إذا كنت لا تريد أن تكون أحمق طوال حياتك، ولكن عليك أن تحلّ لي هذا اللغز حتّى أستطيع أن أرى إذا كنت تستحق أن أمنحك العقل، ثمّ حملت الوعاء معها إلى الفناء في الخلف.

فذهب الغبي إلى أمه وأخبرها بما قالت الحكيمة، ثمّ قال: أعتقد أنني سأقتل هذا الخنزير لأنني أحب لحم الخنزير الدسم أفضل من أي شيء آخر، قالت والدته: إذاً افعلها يا بني من المؤكد أنهّ سيكون شيئًا غريبًا وجيدًا بالنسبة لك إذا كنت تستطيع شراء وعاء العقل، وتكون قادرًا على الاعتناء بنفسك، فقتل خنزيره، وفي اليوم التالي ذهب إلى كوخ المرأة الحكيمة التي جلست هناك تقرأ في كتاب.

وقال لها: لقد أحضرت لك قلب الشيء الذي أحبه أكثر من كل شيء في هذه الدنيا، ووضعه على الورق على المنضدة، فنظرت إليه من خلال نظارتها، ثمّ قالت: قل لي إذاً، ما الذي يجري بلا أقدام؟ حكّ رأسه وفكر، ولكنّه لم يستطع أن يعرف، فقالت العجوز: اذهب في طريقك، أنت لم تجلب لي الشيء الصحيح بعد، ليس لدي عقول لك اليوم، فأغلقت الكتاب وأدارت ظهرها، وهكذا ذهب الأحمق ليخبر والدته.

ولكن عندما اقترب من المنزل، خرج الناس يركضون ليخبروه أنّ والدته تحتضر، وعندما دخل نظرت إليه والدته فقط وابتسمت كما لو كانت تقول أنه يمكن أن تتركه بعقل هادئ لأنه أصبح لديه عقل كافي  الآن لرعاية نفسه، ثمّ ماتت، لذلك جلس وكلما فكر في الأمر شعر بالسوء، لقد فكر في والدته كيف قامت برعايته عندما كان طفلًا صغيرًا، وساعدته في دروسه، وطبخت عشاءه، وتحملّت حماقته.

وشعر باليأس ثمّ بدأ يبكي ويقول: أوه، أمي من سيعتني بي الآن؟ ما كان يجب أن تتركيني وحدي، لأنني أحببتك أكثر من كل شيء! وعندما قال ذلك، فكّر في كلام المرأة الحكيمة، وقال في نفسه: هل آخذ قلب الأم لها؟ ثمّ قال: لا! لا أستطيع فعل ذلك، يا ألهي ماذا سأفعل للحصول على هذه العقول، الآن أنا وحدي في العالم؟ ففكر وفكر وفي اليوم التالي ذهب واستعار كيسًا ووضع قلب والدته فيه.

وحمله على كتفه إلى كوخ المرأة الحكيمة، ثمّ قال: أعتقد أنني قد جلبت لك الشيء الصحيح هذه المرة بالتأكيد، وقام بوضع الكيس عند عتبة الباب، فقالت العجوز الحكيمة: ربما، لكن قل لي الآن ما هو اللون الأصفر اللامع ولكن ليس الذهب؟ ومرة أخرى حك رأسه وفكر، لكنّه لم يستطع المعرفة، فقالت له: أنت لم تصب الشيء الصحيح يا ولدي، أشك في أنك أحمق أكبر مما كنت أعتقد!

وأغلقت الباب في وجهه، ونزل على جانب الطريق وهو يقول: لقد فقدت الشيئين الوحيدين اللذين كنت أحبهما وأهتم بهما، وماذا يمكنني أن أفقد أيضًا لشراء وعاء من العقول! ونزلت الدموع من عينيه، ثمّ تقدمت منه فتاة كانت قريبة  منه، ونظرت إليه، وقالت له: ما خطبك أيها الأحمق؟ فأخبرها أنّه قتل خنزيره المفضل، وفقد والدته، فقالت الفتاة: هذا سيء، وليس لديك أي شخص لرعايتك؟

فقال لها: لا، ولا يمكنني شراء دماغ، لأنّه لم يتبق شيء أحبه كثيرًا! وأخبرها بكل شيء عن الحكيمة والخنزير وأمه والألغاز، وأنه كان وحيدًا في العالم، فأخبرته أنّها لا تمانع في الاعتناء به بنفسها، وقالت له: يقول الناس إنّ الحمقى هم أزواج صالحون، وأعتقد أنني سأكون معك، إذا كنت ترغب في ذلك، وانطلقا وتزوجا وحافظت الفتاة على منزله نظيفًا ومرتبًا للغاية، وطهت عشاءه جيدًا، وفي إحدى الليالي قال لها: يا إلهي، أعتقد أنني أحبك أكثر من كل شيء.

هل يجب أن أقتلك، وأخذ قلبك إلى المرأة الحكيمة من أجل وعاء العقول؟ فقالت له: لست مضطراً لفعل ذلك، أنا سأساعدك في حلّ هذه الألغاز، فأخبرها أن تلك الألغاز صعبة للغاية على النساء، وعندما طلبت منه أن يخبرها بها، سألها ما الذي يجري بلا أقدام؟  فقالت: الماء! ثمّ قال لها: وما هو الأصفر اللامع ولكن ليس الذهب؟ فقالت: الشمس، ففرح الاحمق وطلب منها الصعود على الفور إلى المرأة الحكيمة.

وانطلقوا إليها وعندما وصلوا كانت جالسة عند الباب، فقال الأحمق: أعتقد أنني جلبت لك الشيء الصحيح في النهاية، نظرت إليهما المرأة الحكيمة ومسحت نظارتها، وبعدما سمعت إجابات الفتاة أومأت برأسها، وقالت: حصلت بالفعل على وعاء العقل، فقال الأحمق: أين هو؟ قالت العجوز: في رأس زوجتك، العلاج الوحيد للأحمق هو أن تعتني به الزوجة الصالحة، لذا وداعاً! وبهذا أومأت إليهم، ودخلت المنزل.


شارك المقالة: