يجب علينا توفير جو عائلي مستقرّ وجيّد لأطفالنا، فالعائلة هي أساس تنشئة الطفل السليمة؛ فمنها ينشأ ويكتسب عاداته وصفاته، وعلى الأهل أن يكونوا قدوة حسنة لأولادهم، سنحكي عن عادة جميلة في عائلة يحيى تفعلها كل سنة، وهي إعطاء الوعود الجيّدة لعمل شيء جديد ومثمر في العائلة في بداية كل سنة، ونتعرّف في القصّة عن وعد كل فرد من أفراد هذه العائلة الجميلة والودودة، ومنها وعود الجد والجدّة.
قصة وعود العائلة
تعيش عائلة يحيى وزوجته وأولاده ووالده ووالدته معهم بسعادة، وكان من عادة هذه العائلة السعيدة أن تقدّم لنفسها وعوداً من قبل كل فرد في العائلة في بداية كل سنة جديدة، وهذا لهدف ترك العادات السيئّة ومحاولة تنشئة عائلة مثالية، وفي أول يوم من السنة الجديدة جلس الوالد واستدعى عائلته وقال: أريد أن أخبركم ببعض الأمور التي سأفعلها لكم في هذه السنة الجديدة، وأنا أريد بأن يعطي كل منكم وعداً لأمر جيّد سيفعله في هذه السنة الجديدة كما نفعل دائماً، وسأبدأ بنفسي أنا سوف أقوم بطلاء جدران المنزل كاملةً هذه السنة.
شعرت العائلة بالرضا والسعادة لهذا الوعد الجيّد، حان دور الأم لتعطي الوعد الذي تريد تنفيذه فقالت: أنا أعدكم بهذه السنة أن لا أعترض على مشاهدة المباريات على شاشة التلفاز أبداً، سرّ الأب والعائلة بهذا الوعد الطيّب، إذ انّهم سيشاهدون المباريات دون اعتراضات والدتهم، وعندما حان موعد الأولاد قدّم الابن الأكبر وعداً أن لا ينام لبعد الساعة العاشرة كما كان يفعل، وقال الابن الأوسط: أنا أعدكم أن أساعد أبي بأعمال الحديقة المنزلية.
أمّا البنت الصغرى فقالت: أنا أعدكم أنا أساعد أمّي بكل المهام المنزلية، وعندما حان موعد وعد الجدّة قالت: أمّا أنا فأعدكم أن أعمل لكم البطاطس المقليةّ في كل أسبوع مرّة، وأن أتوقّف عن طهي البقوليات، لم يبقى سوى وعد الجد، فتوجهّت له كل الأنظار وقالوا له بصوت واحد: وأنت يا جدّي ما هو وعدك لنا؟ قال الجد: أنا أعدكم بأن أذكّر كل واحد منكم بالوعد الذي اخبر به إذا نسيه.
