قصة ولادة فين جمهال

اقرأ في هذا المقال


قصة ولادة فين جمهال أو (Birth of Fin MacCumhail) هي حكاية فولكلورية إيرلندية، للمؤلف إرميا كيرتن، نشرت عام (1890)، نشرها سامبسون لو، مارتسون، سيرل وريفينغتون.

الشخصيات:

  • فين.
  • جد فين الملك.
  • جدة فين العجوز.

قصة ولادة فين جمهال:

كان جمهال ماكارت بطلاً عظيماً في غرب إيرين، وقد تنبأ الكاهن أنّه إذا تزوج في أي وقت، فسوف يواجه الموت في المعركة التالية التي سيخوضها، لهذا السبب لم يكن له زوجة ولم يعرف امرأة لفترة طويلة، وفي يوم من الأيام رأى ابنة الملك التي كانت جميلة جدًا لدرجة أنه نسي كل مخاوفه وتزوجها في الخفاء. ,في اليوم التالي بعد الزواج، وردته أنباء تفيد بضرورة خوضه معركة، في تلك الأثناء كان الكاهن قد أخبر والد الأميرة أنّ ابن ابنته سيأخذ المملكة منه، فقرر أن يعتني بابنته ولا يدع أحد يقترب منها، وقبل أن يذهب إلى المعركة، أخبر جمهال أمه بكل شيء، وأخبرها عن علاقته بابنة الملك، ثمّ قال: سأموت في المعركة اليوم حسب نبوءة الكاهن.

كما أكّد الكاهن أنّ ابني سيكون سبباً في أن يفقد جده مملكته، ثمّ قال لأمه: إذا كان لابنة الملك ابنًا لي، فعليك أن تخفيه وتربيه، ستكونين أمله الوحيد في البقاء، ثمّ ذهب جمهال للمعركة و قُتل كما تنبأ الكاهن، وفي تلك السنة أنجبت ابنة الملك ابنًا له، و بأمر من جده، تمّ إلقاء الصبي من نافذة القلعة في بحيرة ليغرق يوم ولادته، وغرق الولد عن الأنظار، ولكن بعد بقائه تحت الماء، قام مرة أخرى إلى السطح.

في تلك الأثناء، وقفت جدة الصبي والدة جمهال تراقب الشاطئ، وقالت لنفسها وهي ترى الطفل: لا بدّ أنّه حفيدي، الابن الحقيقي لطفلي، وأمسكت الصبي وهربت معه، واختفت قبل أن يوقفها شعب الملك، وعندما سمع الملك أنّ المرأة العجوز قد هربت مع ابن ابنته، وقع في غضب رهيب، وأمر بإعدام جميع الأطفال الذكور الذين ولدوا في ذلك اليوم في المملكة، على أمل قتل حفيده بهذه الطريقة، وحفظ التاج والعرش لنفسه.

وبعد أن اختفت من ضفة البحيرة، شقّت المرأة العجوز  والدة جمهال طريقها إلى غابة كثيفة حيث قضت تلك الليلة بأفضل ما تستطيع، وفي اليوم التالي جاءت إلى شجرة بلوط عظيمة، ثمّ استأجرت رجلاً ليصنع لها غرفة في الشجرة.، وعندما انتهى كل شيء، وكانت هناك غرفة جميلة في البلوط لنفسها ولحفيدها، ولولد في نفس عمر الصبي والذي أحضرته معها من المملكة، ثمّ قالت للرجل: أعطني الفأس الذي في يدك، هناك شيء هنا أريد إصلاحه.

أعطى الرجل الفأس للمرأة العجوز في يدها، وفي تلك اللحظة قطعت رأسه قائلة: لن تخبر أي رجل عن هذا المكان الآن، ثمّ عاش الثلاثة في الشجرة معًا، ولم تأخذ المرأة العجوز حفيدها حتى نهاية الخمس سنوات لأيّ مكان، وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره، ذهبت المرأة العجوز معه إلى مباراة رمي بين قوات جده وقوات ملك مجاور، وكان كلا الجانبين متساويان في المهارة، ولم يستطع أي منهما الانتصار حتى جاء الشاب مع جدته، ثمّ فاز في المباراة ضد قوات جده.

كان الملك العجوز غاضبًا جدًا، ويشعر بالخزي جدًا من هزيمة شعبه، وصرخ وهو يرى الشاب الذي كان جميلًا جدًا وله شعر أبيض في مقدمة رأسه، فصاح الملك: من ذلك الشاب، قالت المرأة العجوز: آه، هذا هو، سيكون اسمه فين ماكوميل، وأمر الملك قومه بالقبض على الشاب وقتله على الفور،ثمّ أسرعت المرأة العجوز إلى جانب حفيدها، وهربوا من الحشد وذهبوا بعيدًا وركضوا مسافة طويلة.

وحين تعب فين، ثمّ أخذته الجدة العجوز على ظهرها، وركضت بسرعة كبيرة، وبعد فترة، شعرت المرأة المسنة باقتراب المطاردة، وقالت لفين: انظر إلى الخلف وأخبرني بما تراه، قال: أرى حصانًا أبيض يقف على ظهره بطل، قالت: أوه، لا تخف الحصان الأبيض ليس لديه القدرة على التحمل، لا يستطيع أن يمسك بنا نحن في مأمن منه، وعندما شعرت مرّة أخرى بالمطاردة، فقالت مرة أخرى: انظر إلى الوراء، وانظر من سيأتي.

نظر فين إلى الوراء، وقال: أرى محاربًا يمتطي حصانًا بنيًا، قالت المرأة العجوز: لا تخف، لا يوجد أبداً حصان بني قوي، لا يستطيع أن يتفوق علينا، وهرعت كما كان من قبل، ثمّ للمرة الثالثة قالت: انظر حولك، وانظر من سيأتي الآن، نظر فين، وقال: أرى محاربًا أسود على حصان أسود يسير بسرعة، قالت الجدة: لا يوجد حصان بهذه القوة مثل الحصان الأسود، لا مفر من هذا، يجب أن يموت حفيدي أحدنا أو كلينا.

ثمّ قالت: أنا عجوز، لقد حان وقتي تقريبًا، سأموت أنا وتنقذ نفسك أنت وبران وهناك أمامك مستنقع عميق، سوف تقفز من على ظهري وتهرب بأفضل ما تستطيع، ولكن سأقفز إلى المستنقع حتى رقبتي، وعندما يأتي رجال الملك، سأقول إنّك في المستنقع أمامي، إذهب بعيدًا عن الأنظار، وأنا أحاول العثور عليك، ونظرًا لأنّ شعري وشعرك متماثلان في اللون، فسوف يعتقدون أنّ رأسي جيد بما يكفي لحمله مكانك، وعندما يظهر للملك فيسشبع غضبه.

هرب فين وودّع جدته، وأسرع مع بران، ثمّ جائت المرأة العجوز إلى المستنقع، وقفزت فيه وسرعان ما كان رجال الملك على حافة المستنقع، ونادى الفارس الأسود المرأة العجوز: أين فين؟ ردت العجوز: إنّه هنا في المستنقع قبلي، وأنا أحاول أن أجده، ثمّ قتل الفرسان العجوز وحملوا رأسها، قائلين: على الأقل وجود رأس المرأة العجوز سيرضي الملك، ثمّ استمر فين وبران حتى وصلوا إلى كهف كبير، ووجدوا فيه قطيعًا من الماعز، وفي نهاية الكهف كانت النيران مشتعلة حيث استلقى الاثنان للراحة.

وبعد ساعتين، جاء عملاق وفي يده سلمون، كان هذا العملاق لديه عين واحدة في منتصف جبهته، وكان كبيراً وارتفاعة مثل الشمس في السماء، وعندما رأى فين، نادى وقال: خذ هذا سمك السلمون المشوي وتناوله أنت ورفيقك، ثمّ استلقى العملاق في منتصف الكهف لينام، وبعد أن استيقظ، قال العملاق: يجب أن تغادرا كهفي، ولكن قبل أن نفترق دعني أقدم لك هدية، قال فين: أخشى الاقتراب منك، إذا كنت ترغب في إعطائي هدية، ضعها أمامي، ثمّ ارجع.

وضع العملاق حلقة على الأرض، ثمّ عاد، فرفع فين الحلقة ووضعها في نهاية إصبعه الصغير فوق المفصل الأول حيث تشبثت بقوة بحيث لا يمكن لأي رجل في العالم أن يخلعها، ثم صاح العملاق: أين أنت؟ أجاب الخاتم: على إصبع فين، في تلك اللحظة قفز العملاق على فين وكاد ينزل على رأسه ويسحقه إلى أجزاء صغيرة، لكن قفز فين إلى مسافة، و مرة أخرى سأل العملاق: أين أنت؟ أجاب الخاتم: على إصبع فين.

عض فين إبهامه وأخذ السكين التي كانت معه وقطع إصبعه من المفصل الأول حتى يتخلص من العملاق وخاتمه السحري، وألقى بها في مستنقع عميق بالقرب منه، ومرة أخرى نادى العملاق: أين أنت؟ وأجاب الخاتم: في إصبع فين، وعلى الفور قفز العملاق نحو الصوت، وغرق على كتفيه في المستنقع وبقي هناك، ثمّ سافر فين مع بران في طريقه حتى وصل إلى غابة عميقة حيث كان ألف حصان يسحبون الأخشاب، في حين كان الرجال يقطعونها ويجهزونها، سأل فين العمال: ما هذا؟

أجاب أحدهم: نحن نبني قلعة للملك، نبني واحدة كل يوم  وكل ليلة يتم حرقها على الأرض، ولملكنا ابنة وحيدة، سيعطيها لأي رجل ينقذ أرضه ،وسيترك له المملكة عند وفاته، ولكن إذا تعهد أي رجل بإنقاذ الأرض وفشل، يجب أن يدفع حياته ثمن ذلك، حيث سيقطع الملك رأسه، لقد حاول أفضل الأبطال في إيرين وفشلوا، وهم الآن في زنزانات الملك، جيش كامل منهم ينتظر رضى الملك، وسيقطع رؤوسهم جميعًا في يوم واحد، ثمّ عرف أنّه على الجانب الشرقي من العالم كان هناك عجوز مع أبنائها الثلاثة، وفي كل مساء عند حلول الظلام، كانت ترسل أصغرهم ليحرق أرض الملك.

قال فين: سوف أنقذ أرض الملك، قال المشرف على بناء القلعة: حسنًا، لقد حاول رجال أفضل منك وخسروا حياتهم، قال فين: أوه، أنا لست خائفًا، سأحاول من أجل ابنة الملك، ثمّ ذهب فين وتبعه بران مع المشرف إلى الملك، قال فين: سمعت أنّك ستعطي ابنتك للرجل الذي ينقذ أرضك، فقال الملك: ولكن إذا فشلت يجب أن يكون لدي رأسه، قال فين: حسنًا، سأخاطر برأسي من أجل ابنتك.

ثمّ أخذ بران مكانها على السطح، في انتظار ابن المرأة العجوز، الآن المرأة العجوز في الشرق طلبت من ابنها الأصغر أن يسرع حاملاً مشاعله، ويحرق المكعب الذي تبنى عليه القلعة، ويعود دون تأخير، وعندما وصل ألقى المشاعل على سقف من القش لإشعال النار فيه كالمعتاد، وفي تلك اللحظة اندفع فين والمصابيح بكتفيه لدرجة أنّها سقطت في النار التي كانت تجري حول الأرض وتم إخمادها، صاح الابن الأصغر للعجوز: من هذا، من تجرأ على إطفاء ناري.

قال فين: أنا، ثمّ بدأت معركة رهيبة بين فين وابن المرأة العجوز، و بعد صراع رهيب، قطع فين رأس عدوه، وعندما جاء الأخ الثاني ليعرف سبب تأخر أخيه، قتله تمامًا مثل شقيقه، كانت المرأة العجوز تستشيط غضبًا عند تأخر أولادها، وقالت لابنها الثالث: اذهب وانظر ما يؤخر إخوتك، أطلق الأخ الأكبر النار في الهواء، وجاء إلى أرض الملك، وألقى بمصابيحه على السطح، ثمّ التقى بفين وقتله، وعندما علم الملك قال لفين: أنت الرجل الذي أنقذ أرضي ولك المكافأة.

ثمّ قال الملك: هناك الكثير من الرجال الذين فشلوا في إنقاذها، هم في زنزانات حصني ويجب قطع رؤوسهم قبل الزفاف، فسأل فين: هل تسمحون لي برؤيتهم؟ قال الملك: سأفعل، فنزل فين إلى الرجال، ووجد أبطال إيرين في الأبراج المحصنة، فقال لهم: هل تطيعوني في كل شيء إن أنقذتكم من الموت؟ قالوا: سنفعل، ثمّ عاد إلى الملك وسأل: هل ستمنحني حياة أبطال إيرين هؤلاء، بدلاً من يد ابنتك؟

قال الملك: سأفعل، و تمّ تحرير جميع الأبطال وغادروا قلعة الملك في ذلك اليوم بعد أن اتبعوا أوامر فين، وكانت هذه بداية قواته وأول جيش له في إيرين.


شارك المقالة: