من أكثر ما يحبّه الأطفال هو قصص المغامرات والخيال، سنحكي في قصة اليوم عن مغامرة يارا مع جنيات المطر وجنية العاصفة، وكيف رقصت وغنّت معهنّ، ونوت أن تظلّ تحلم بهذه المغامرة الجميلة كل يوم.
قصة يارا وجنية العاصفة
يارا فتاة جميلة في عمر الثانية عشر من العمر، تسكن يارا في قرية بعيدة مع عائلتها الصغيرة، وكان بجوار منزلها منزل عمّتها التي تحبّها كثيراً، وكان منزل عمّتها صغير وتحيط به حديقة جميلة جدّاً، في هذه الحديقة زهور جميلة من مختلف الأنواع والأشكال، وكانت يارا تحب زيارة عمّتها كثيراً؛ وذلك لأنّها تحب منظر حديقة منزلها خاصّةً في الصباح الباكر.
كانت يارا تقضي أيام عديدة في منزل عمّتها، وتساعدها في كل أمور الطهي، وكان هنالك أمر تحب يارا أن تفعله في منزل عمّتها كثيراً وهو تناول وجبة الإفطار في سريرها، كانت عمّة يارا تضع سريرها في غرفة نومها بجانب الجدار، وتحكي يارا عن بقعة رطبة في هذا الجدار، كانت دائماً ما تلفت أنظارها وتظلّ تتأمّل بها عندما تستلقي في سريرها.
كانت تنام وتتأمّل هذه البقعة كل ليلة، وكانت تحب أحياناً أن تقوم بعمل أشكال جميلة على هذه البقعة مثل وجوه جميلة تعرفها وتحبّها كثيراً، وكانت تفعل هذا الأمر كثيراً، وفي مرّة من المرّات بينما كانت يارا تقوم بعمل أشكال جميلة على هذه البقعة إذ حدث شيء غريب، فجأةً شعرت يارا وكأنّ هنالك شيء يتحرّك داخل تلك البقعة، وعندما نظرت أكثر لاحظت وكأنّ هنالك وجه غريب يريد الخروج من تلك البقعة، وبدا وكأنّه شبح مرعب.
كان هذا الوجه المرعب الذي يبدو وكأنّه مصنوع من القطن يخرج من خلال تلك البقعة، وعندما خرج كان وجه مظلم جداً، وشعرت يارا وكأنّ هذا الوجه الشبح يلامس طرف كتفها، في ذلك الوقت تراجعت يارا خطوات إلى الوراء وشعرت بالرعب الشديد، ولكن الوجه المرعب هذا تحوّل فجأةً إلى وجه سيدة جميلة غاية في الجمال.
نظرت هذه السيدة الجميلة ذات اللون الرمادي ليارا وسلّمت عليها وقالت لها: مرحباً بكِ يا يارا لا تخافي أنا اسمي العاصفة، نظرت لها يارا وقالت: ولكن لونكِ يبدو مخيفاً، قالت لها السيدة، لا تنظري إلى لوني إنمّا انا جنية طيبة، ولست كباقي الجنيات الشرّيرات، هل تأتين معي في نزهة قصير؟ قالت الجنية هذه الجملة ثم قامت بمدّ يدها ليارا.
نظرت يارا لهذه اليد وبدت وكأنّها يد نحيلة وشفّافة اللون، ويوجد بداخلها رائحة قطرات المطر، لكن يارا ظلّت صامتة ولم تكن تعلم ماذا ستردّ على هذه السيدّة، فجأةً شعرت يارا وكأنّ هذه السيدة تحملها بيديها الخفيفتين، ومن ثم قامت بحملها عبر البقعة الرطبة الموجودة على الجدار وقالت لها: هيا تعالي معي؛ فسوف تحبّين هذا المكان كثيراً.
طارت الجنية الرمادية التي تحمل يارا بين يديها إلى السماء البعيدة، وظلّت تطير مسافات ومسافة طويلة إلى الأعلى، ظلّت الجنية تسير مسرعةً إلى السماء، وبينما كانت يارا تطير عبر أمواج الهواء إذ رأت عاصفة قويّة ترعد بقوّة، ولكن يارا شعرت بأنّها ليست خائفة وهي بين يدي هذه الجنية الطيبة، بل كانت تثق بها وتشعر معها بالأمان الكافي.
وبينما كانت الجنية تمسك وتطير بيارا إذ أمطرت السماء مطر خفيف، وكانت يارا تمسك بيد الجنية وتراقب المطر وهو يهطل من السماء بكل هدوء، بعد قليل ابتسمت الجنية عاصفة في وجه يارا، وبدأت طريق عودتها بالنزول بسلاسة وهدوء إلى الأسفل، ومرّت في طريق النزول بالضباب الذي كان يغطّي المكان.
بعدما مرّت يارا والجنية عاصفة بالضباب الكثيف وجدت يارا نفسها تحت أشعّة الشمس الساطعة، وكان هنالك سبع جنيّات أخرى في هذا المكان، كانت الجنيات جميلات جدّاً، وكان وجه كل واحدة منهن وجه جميل ومتبسم، وكنّ لطفاء مثل جنية العاصفة الرمادية.
وعندما نظرت يارا ليد الجنيات لم يكنّ يحملن عصا سحرية، بل كانت كل واحدة منهنّ تحمل في يديها فرشاة عليها طلاء باللون الذهبي، وفي اليد الأخرى لوحة رسم، وعندما نظرت يارا إلى الأرض بدا كل شيء مثل الزهور والأشجار والحيوانات بلا لون، فجاءت الجنيّات ووضعن الفرشاة وعاد كل شيء كما كان يبدو من قبل.
وقامت الجنية عاصفة برسم دخان خفيف متصاعد إلى السماء، وعدّة رسومات أخرى مثل الحصان والقطة الذهبية وغيرها، شعرت يارا وقتها بالصدمة، وعندما نظرت للخلف شاهدت قوس قزح الجميل بألوانه الزاهية، بدأت يارا بعد ذلك ترقص مع الجنيّات وتغنّي للمطر والزهور.
فجأةً سمعت يارا صوت عمّتها وهي تقول لها: هل لا زلتِ تغنّي أثناء نومكِ؟ هيا استيقظي وتناولي فطورك على السرير قبل أن يبرد، استيقظت يارا وكانت لا تزال تستذكر مغامراتها مع الجنيّات، ولم تكن تريد إخبار عمّتها عن تلك المغامرة، بل نوت أن تنام في تلك الليلة لتكمل المغامرة مع الجنيات.