قصيدة - أأسيد إن مالا ملكت

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “أأسيد إن مالا ملكت”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أأسيد إن مالا ملكت” فيروى بأنّ ذا الأصبع العدواني وهو حرثان بن محرث بن الحارث بن ربيعة، كان حكيمًا من حكماء العرب، وفي يوم جلس مع ابنه أسيد قبل أن يموت وأخذ ينصحه قائلًا: يا بني إنّ أباك قد اقتربت منيته، وقد عاش في هذه الدنيا حتى سئم منها، وإنّي موصيك بكلام إن أنت حفظته بلغت بين قومك ما بلغته أنا فاحفظ عني ما أقول: إن أنت ألنت جانبك للناس أحبوك، وإن تواضعت ولم تتكبر عليهم رفعوك، وإن أنت بسطت لهم وجهك أطاعوك.

أوصيك بأن لا تستأثر عليهم بشيء، وإن فعلت ذلك سودوك، وأن تكرّم صغيرهم كما تفعل مع كبيرهم، فيكبر بذلك على مودتك صغيرهم، وأمّا مالك فاسمح به، وحريمك فاحميهنّ، وجارك أعزّه، ومن استعان بك فلتعنه، وأمّا ضيفك فأكرمه، وإذا سمعت صريخ أحدهم فأسرع النهضة ولا تتباطأ، فوالله يا بني إنّ لك أجلًا لن يتأخر دقيقة ولن يتقدم، فصن وجهك عن أن تسأل أحدًا شيئًا، وبذلك يتم سؤددك، ثم أنشد قائلًا:

أأسيد إن مالا ملكت
فسر به سيرا جميلا

آخ الكرام إن استطعت
إلى إخائهم سبيلا

واشرب بكأسهم وإن
شربوا به السمّ الثميلا

أهن اللئام ولا تكن
لإخائهــم جملا ذلولا

إن الكرام إذا تواخيهم
وجدت لهم فضولا

ودع الذي يعد العشيرة
أن يسيل ولن يسيلا

أبنيّ إنّ المال لا
يبكي إذا فقد البخيلا

أأسيد إن أزمعت من
بلدٍ إلى بلدٍ رحيلا

فاحفظ وإن شحط المزار
أخا أخيك أو الزميلا

واركب بنفسك إن هممت
بها الحزونةً والسهولا

وصل الكرام وكن لمن
ترجو مودّته وصولا

ودع التواني في الأمور
وكن لها سلساً ذلولا

وابسط يمينك بالندى
وامدد لها باعاً طويلا

وابسط يديك بما ملكت
وشيد الحسبَ الأثيلا

واعزم إذا حاولت أمرا
يفرجُ الهمّ الدخيلا

وابذل لضيفك ذات رحلك
مكرما حتى يزولا

واحلل على الأيفاع للعافين
واجتنب المسيلا

وإذا القروم تخاطرت
يوما وأرعدت الخصيلا

فاهصر كهصر الليث
خضّب من فريسته التليلا

وانزل إلى الهيجا إذا
أبطالها كرهوا النزولا

وإذا دعيت إلى المهم
فكن لفادحه حمولا


شارك المقالة: