قصيدة أبت بالشام نفسي أن تطيبا

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن الشاعر وضاح اليمن:

وهو عبد الرحمن بن إسماعيل، وهو من الشعراء المدللين، من سلالة عبد كلال بن داذ من صنعاء، ينتهي نسبه إلى حمير بن قحطان، وقد أطلق عليه وضاح من شدة جماله، فقد كان وضاح فائق الحسن، وكان وسيمًا إلى درجة كبيرة، فلا يوجد بمثل جماله في عصره، وكان بسبب ذلك يرتدي قناع لكي يحجب جماله حتى لا يتعرض لمعاكسات من النساء، وهو أحد ثلاثة من العرب كانوا يرتدون الأقنعة بسبب جمالهم، وهم المقنع الكندي، وأبو زبيد الطائي، بالإضافة له، وكانوا يرتدون الأقنعة عند ذهابهم إلى السواق خوفًا من العين، وبذلك أيضًا يختفون عن عيون الحساد.

قصة قصيدة أبت بالشام نفسي أن تطيبا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أبت بالشام نفسي أن تطيبا” فيروى بأنّ وضاح اليمن غادر صنعاء واتجه نحو مكة المكرمة، لكي يقوم بأداء فريضة الحج، وكان ذلك في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان، وبعد أن أكمل أداء مناسك الحج، لم يبقى بالحجاز طويلًا، فتركها واتجه نحو الشام، وكان ذلك في عهد كان فيه الشعراء ينالون فيه العطاءات من الخلفاء، ويملؤون الدنيا ضجيجًا.

وبقي وضاح اليمني في الشام فترة طويلة من الزمن، وكان وهو هنالك يحن إلى اليمن حيث نشأ وحيث حبيبته روضة، وهي كانت أول حب له، وأنشد يعبر عن اشتياقه إلى ما كان فيه وهو في اليمن قائلًا:

أَبَت بالشَّامِ نَفسِي أَن تَطيبَا
تَذَكَّرَت المنَازِلَ والحَبيبَا

تَذَكَّرَتِ المنازلَ مِن شَعُوب
وَحيّاً أَصبَحُوا قُطِعُوا شُعُوبا

سَبَوا قَلبي فَحَلَّ بحيث حلُّوا
ويُعظِمُ إِن دَعَوا أَلاَّ يُجيبَا

أَلا لَيتَ الرِياحَ لنا رَسُولٌ
إِلَيكُم إِن شَمالاً أَو جَنُوبَا

فَتَأتِيَكُم بما قُلنَا سَريعاً
ويبلُغَنا الذي قُلتُم قَرِيبَا

وقد كانت روضه حبه الجميل، والتي ابتدأت حياته العاطفية بها، وأنشد فيها قائلًا:

طَرِبَ الفؤادُ لِطَيفِ رَوضَةَ غَاشِي
والقومُ بين أَباطِحٍ وعِشاشِ

أَنَّى اهتَدَيتِ ودُونَ أَرضكِ سَبسَبٌ
قَفرٌ وَحَزنٌ في دُجىً ورِشَاشِ

قَالَت تَكَالِيفُ المَحَبِّ كَلِفتُها
إِنَّ المحِبَّ إِذَا أُخيفَ لَمَاشِي

أَدعُوكِ روضَةَ رَحبٍ واسمُكِ غَيرُه
شَفَقاً وأَخشَى أَن يَشِي بكِ واشِي


شارك المقالة: