حالة الشاعر:
كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة الخف من الامتحان الذي تقدم له، واستصعابه، وحاول أن يكون ظريفًا لكي ينال من معلمه أي علامة لا يستطيع تحقيقها بالإجابة على الأسئلة فقط.
قصة قصيدة أبشير قل لي ما العمل:
أمّا عن مناسبة قصيدة “أبشير قل لي ما العمل” فيروى بأنه كان هنالك معلمًا للغة العربية يدعى بشير، وكان يدرس في أحد المدارس الحكومية في السودان، وقد كان المدرس بشير يدرس مادة البلاغة، وفي نهاية الفصل عقد الامتحان النهائي لهذه المادة، وبعد أن انتهى الطلاب من تقديم الامتحان، أخذ الأستاذ بشير أوراق الامتحان وتوجه نحو بيته.
وفي المساء بدأ الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الامتحان، وكان في العادة إذا أمسك ورقة الامتحان يصحح السؤال الأول، ثم الثاني ثم الثالث، وهكذا، وكان يلاحظ في العادة أن بعض الطلاب يتركون سؤالًا أو سؤالين من دون أن يجاوبوها، وكان هذا الأمر معتادًا، ولكنه وصل إلى ورقة طالب أثارت استغرابه ودهشته، وكان السبب في ذلك أن هذا الطالب قد ترك جميع الأسئلة من دون أن يجاوب على أي منها، وترك ورقة الامتحان فارغة.
وكان هذا الطالب قد كتب قصيدة على ورقة الامتحان بدلًا من الأجوبة، وقد نظم هذه القصيدة بينما كان جالسًا في القاعة التي يمتحن فيها، وفي خلال وقت الامتحان، وقد كتب فيها:
أبـشـيـر قل لي ما العمل
واليأس قد غلب الأمل
قـيـل امـتـحـان بلاغــة
فحسبته حان الأجل
وفزعت من صوت المراقب
إن تنحنح أو سعل
و أخذ يجول بين صفوفنا
و يصول صولات البطل
أبشير مـهـلاً يـا أخـي
ما كل مسألة تحل
ومن البلاغة ما قتل
وانا وربي لم ازل
فيها السؤال بدون حل
والصفر ضعه على عجل