قصيدة - أزين نساء العالمين أجيبي

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصيدة “أزين نساء العالمين أجيبي”:

مناسبة هذه القصيدة “أزين نساء العالمين أجيبي” تروى هذه الأبيات أن العباس بن الأحنف وقع في حب جارية تدعى “فوز” قد أحبها حبيًا كثير فهذه الجارية أشعلت حب الشعر فبقي يتغزل بها ووصف معناته وحبّه لها في كثير من أشعاره ويرسم فيها صورة مضيئة للحب العفيف، فقد جعل شعره رمزاً خالدًا في الأدب العربي.

أَزَينَ نِساءِ العالَمينَ أَجيبي
دُعاءَ مَشوقٍ بِالعِراقِ غَريبِ

كَتَبتُ كِتابي ما أُقيمُ حُروفَهُ
لِشِدَّةِ إِعوالي وَطولِ نَحيبي

أَخُطُّ وَأَمحو ما خَطَطتُ بِعَبرَةٍ
تَسُحُّ عَلى القُرطاسِ سَحَّ غُروبِ

أَيا فَوزُ لَو أَبصَرتِني ما عَرَفتِني
لِطولِ شُجوني بَعدَكُم وَشُحوبي

وَأَنتِ مِنَ الدُنيا نَصيبي فَإِن أَمُت
فَلَيتَكِ مِن حورِ الجِنانِ نَصيبي

سَأَحفَظُ ما قَد كانَ بَيني وَبَينَكُم
وَأَرعاكُمُ في مَشهَدي وَمَغيبي

وَكُنتُم تَزينونَ العِراقَ فَشانَهُ
تَرَحُّلُكُم عَنهُ وَذاكَ مُذيبي

وَكُنتُم وَكُنّا في جِوارٍ بِغِبطَةٍ
نُخالِسُ لَحظَ العَينِ كُلَ رَقيبِ

فَإِن يَكُ حالَ الناسُ بَيني وَبَينَكُم
فَإِنَّ الهَوى وَالوِدَّ غَيرُ مَشوبِ

فَلا ضَحِكَ الواشونَ يا فَوزُ بَعدَكُم
وَلا جَمَدَت عَينٌ جَرَت بِسُكوبِ

هذه القصيدة تجسد نموذجًا للغزل العفيف، حيث نرى فيها المحب يشكو لوعة حبه وألم الفراق، فالبلاد الشّاسعة والمترامية الأطراف تفصل بينه وبين الحبيبة، فإنّ العاشق لا حول له ولا قوة، وأكثر ما يستطيع فعله هو بعث المراسيل إلى ديار العشوقة “فوز”، لكي يعرف أخبارًا عنها من القادمين من ديارها.

وتشكل فوز فتاة وقعها في حبها عباس بن الأحنف ذلك لجمالها الساحر، وقد سمّاها بفوز؛ لكي يخفي حقيقة اسمها، حتى لا يعرف أحدًا من هيه، وفي رواية أنّها علية بنت المهدي أخت هارون الرشيد وهكذا يتضح سبب أخفى عباس بن الأحنف هويتها الحقيقية خوفًا من أخيها هارون الرشيد.

وقد هام عباس في عشق “فوز” لأنوثتها الأخاذة، التي سلبت قلبه وفؤاده، وجعله حبّه لها يتغزل فيها في كل الأوقات ويلجأ إلى وصفها بما لا يوصف فيه بشر أو تطوله أنثى من سحرٍ وجمال، وهذا الجمال قد جعلها كالآية عند الناس، فكانت كالقمر الذي يشع نورًا، ولم يخلق الله تعالى في جمالها مثيلاً، فهي ليست من البشر كما وصفها عباس بن الأحنف في أبيات قصيدته.


شارك المقالة: