قصيدة - أقوم يقتنون الإبل تجرا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “أقوم يقتنون الإبل تجرا”:

أمّا عن مناسبة قصيدة ” أقوم يقتنون الإبل تجرا” فيروى بأنّ ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن بشير، متزوجة من هوذه بن علي الحنفي، وهو الذي زاد في مدحه الأعشى، وكان قد سماه في شعره الوهاب، ومات هوذة، وورثت ضباعة منه مالًا كثيرًا، فرجعت بمالها إلى ديارها.

وعندما عادت إلى ديارها تقدم لخطبتها ابن عمها بجير بن عبد الله، ولكنّها رفضت الزواج منه، ومن بعد ذلك خطبها عبد الله بن جدعان التميمي من أبيها، فقبل أن يزوجها منه، فقال ابن عمها بجير:

لنِعْمَ الحيُّ لوْ تربع عليهم
ضُباعَةُ يومَ مُنْقَى اللحْمِ غالِ

ونِعْمَ الحيُّ حيُّ بني أبيها
إذا قُرع المقانبُ بالعوالي

وحلف ابن عمها بأن لا يصل إليها عبد الله بن جدعان أبدًا، وبأنّه سوف يقتلها، فقام أبوها ببعث كتاب إلى عبد الله بن جدعان، وأخبره فيه بما قال ابن عمها وبأنه قد قرر أن يزوجها منه، فردّ عليه عبد الله، قائلًا: والله إذا فعلت ذلك، لسوف أنصب لك راية غدر في منتصف سوق عكاظ، وعندما وصل أبوها كتاب عبد الله، قال لابن أخيه: يا ابن أخي، والله إني أرى أنّه لابد من الوفاء لهذا الرجل، ومن بعد ذلك قام بتجهيز ضباعة، وحملها إلى بلاد عريسها، فحزن بجير على فراقها، وقرر اللحاق بها وقتلها، فحمل سيفه، ولحقها حتى أدركها، ووضع السيف على رقبتها، وقال لها:

أقوم يقتنونَ الإبل تَجراً
أحبُّ إليك أم حيّ حُلولُ؟

فقالت له ضباعة: بل هم قوم حلول، فقال لها جبير: والله لو أنك قلت غير ذلك لقتلتك، ومن ثم أعاد سيفه إلى غمده، وانصرف عنها، فأكملت الطريق إلى بلاد عبد الله بن جدعان، وتزوجت منه، وبقيت في بيته فترة من الزمن، وفي يوم وبينما هي تطوف حول الكعبة، رآها هشام بن المغيرة، وكانت ذات جمال وشباب، فأوقفها وقال لها: هل ترضين أن يكون شبابك وجمالك عند شيخ كبير؟، فلو طلقك، لتزوجتك، وكان هشام شابًا جميل المظهر، فعادت إلى زوجها وقالت له: أريدك أن تطلقني، لأنّي ما زلت شابة، وأنت قد هرمت، فقال لها: وما سبب هذا الكلام؟، فقد سمعت أنّك وقفت مع هشام وأنت تطوفين في بيت الله الحرام.

ومن ثم قال لها: إن كنت تريدين أن تفارقيني، فلك ذلك، ولكن عليك أن تعاهديني بأن لا تتزوجي من هشام، وعليك أن تنحري مائة من الإبل، وأن تقومي بغزل الوبر بين الأخشبين، فأرسلت إلى هشام تخبره بما قال لها زوجها، فرد عليها هشام قائلًا: أمّا عن الإبل فأنا أنحرها عنك، وأمّا عن غزل الوبر فهذا كانت تفعله قريش عندما يكون عليهم نذر، فقالت لزوجها: لك ما طلبت، فطلقها، وتزوجت من هشام.


شارك المقالة: