قصة قصيدة - ألا أبلغا عني بجيرا رسالة

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “ألا أبلغا عني بجيرا رسالة”:

وأما عن مناسبة قصيدة “ألا أبلغا عني بجيرا رسالة” فإنه لما عاد رسول الله صل الله عليه وسلم من الطائف قام بجير بن زهير بكتابة رسالة إلى أخيه كعب بن زهير يخبره فيها أن الرسول صل الله عليه وسلم قد قتل رجالًا من مكة المكرمة من الذين كانوا يهجونه ويقوموا بإيذائه وأن الشعراء الباقون من قريش وهم ابن الزعبري وهبيرة بن أبي وهب قد لاذوا بالفرار من مكة المكرمة، وقال لأخيه أيضًا في هذه الرسالة أنه إذا أردت أن تعيش وأن لا تقتل فيجب عليك الذهاب إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فإن الرسول لا يقتل من أتاه تائبَا ومسلمًا وإن لم ترد ذلك فيجب عليك أن تلوذ بالفرار كما فعل غيرك لتنجو بنفسك.

وقد كتب كعب بن زهير هذه القصيدة بعد أن أسلم معاتبًا أخاه، وقال فيها:

ألا أبلغا عني بجيرا رسالة
فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا

فبيِّن لنا إن كنت لست بفاعل
على أي شيء غير ذلك دلكا

على مذهب لم تلف أما ولا أبا
عليه ولم تدرك عليه أخا لكا

فإن أنت لم تفعل فلست بآسف
ولا قائل إما عثرت لعا لكا

سقاك بها المأمون كأسا روية
فأنهلك المأمون منها وعلكا

وقام كعب ببعث هذه القصيدة إلى أخيه بجير، فلما وصلته وقرأها كره أن يخفيها عن رسول الله صل الله عليه وسلم، فذهب لعند وأنشدها عليه، وعندما سمعها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال له: سقاك المأمون صدق وإنه لكذوب أنا المأمون، وعندما سمع الرسول عليه الصلاة والسلام البيت الذي قال على مذهب لم تلف أماً ولا أباً عليه قال: أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه، فكتب البجير إلى أخيه كعبا هذه الأبيات:

فمن مبلغ كعبا فهل لك في التي
تلوم عليها باطلا وهي أحزم

إلى الله لا العزى ولا اللات وحده
فتنجو إذا كان النجاء وتسلم

لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت
من الناس إلا طاهر القلب مسلم

فدين زهير وهو لا شيء دينه
ودين أبي سلمى علي محرم

وعندما وصل قول جبير فيه ضاق صدره وحزن على نفسه وإرتجف كل كيانه، وقال: هو مقتول، وعندما لم يجد أي شيء يقوله كتب قصيدة مدح فيها رسول الله صل الله عليه وسلم، وذكر في هذه القصيدة خوفه من أن يشي به أحدهم لأعدائه، وبعد أن كتب قصيدته خرج إلى المدينة المنورة وعندما وصل أقام في منزل رجل كان بينهم معرفة قديمه، وعند صلاة الصبح قام وتوجه إلى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام وصلى ورائه، وبعد أن انتهت الصلاة أشار له صاحبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فذهب إليه، وأستأمنه على نفسه، فقام الرسول عليه الصلاة والسلام وسلم عليه وجلس عنده، فقال له: يا رسول الله إني جئتك تائبًا مسلمًا فهل تقبل بما جئتك به فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، فقال كعب: يارسول الله إن عاصم بن عمر بن قتادة أخبرني أن رجل من الأنصار قد وثب عليه وقال لك أنه يريد أن يضرب عنقه فقلتَ له: دعه عنك فقد جاء تائبًا.

وقال كعب بن زهير قصيدة تدعى القصيدة اللامية وكتب فيها:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحول

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يشتكى قصر منها ولا طول

يسعى الغواة جنابيها وقولهم
إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول

وقال كل صديق كنت آمله
لا ألفينك إني عنك مشغول

فقلت خلوا طريقي لا أبا لكم
فكل ما قدر الرحمن مفعول

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول

وقال أيضاً:

في عصبة من قريش قال قائلهم
ببطن مكة لما أسلموا زولوا

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف
عند اللقاء ولا ميل معازيل

يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم
ضرب إذا عرد السود التنابيل

شم العرانين أبطال لبوسهم
من نسج داود في الهيجا سرابيل

بيض سوابغ قد شكت لها حلق
كأنها حلق القفعاء مجدول

ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم
قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا

لا يقع الطعن إلا في نحورهم
وما لهم عن حياض الموت تهليل


شارك المقالة: