ما لا تعرف عن مناسبة قصيدة “ألا إنّ ليلى العامرية أصبحت”:
أمّا عن مناسبة قصيدة ” ألّا إِنّ ليلى العامرية أَصبحت ” فيروى بأن قيس بن الملوح بعدما إشتهر حبه لليلى، وذاع صيت حبهما، ذهب لكي يخطبها من أبيها، ولكنّه رفض، وهكذا كانت عادات العرب، فمن شهر بحب امرأه لم يزوج منها، فاشتد أمره وإزداد عشقه لليلى، وكان لقيس عم شجاع يهابه العرب، ويقال له يزيد، وكان يزيد رافض بأن يتزوج قيس من ليلى، وإن تزوجها سيقوم بقتله، فأنشد قيس في ذلك وقال:
أَلا أَيُّها الشَيخُ الَّذي ما بِنا يَرضى
شَقيتَ وَلا أَدرَكتَ مِن عَيشِكَ الخَفضا
شَقيتَ كَما أَشقَيتَني وَتَرَكتَني
أَهيمُ مَعَ الهُلّاكِ لا أَطعَمُ الغَمضا
أَما وَالَّذي أَبلى بِلَيلى بَلِيَّتي
وَأَصفى لِلَيلى مِن مَوَدَّتِيَ المَحضا
لَأَعطَيتُ في لَيلى الرِضا مَن يَبيعُها
وَلَو أَكثَروا لَومي وَلَو أَكثَروا القَرضا
فَكَم ذاكِرٍ لَيلى يَعيشُ بِكُربَةٍ
فَيَنفُضَ قَلبي حينَ يَذكُرُها نَفضا
وَحَقِّ الهَوى إِنّي أُحِسُّ مِنَ الهَوى
عَلى كَبِدي ناراً وَفي أَعظُمي رَضّا
وعنما سمع عمّه هذه القصيدة رق قلبه لقيس، وقال: إن تزوج أحد سوى قيس بليلى، سوف أقتله، وعاش بعدها لبرهة من الدهر ثم مات، فأنشد قيس في ذلك قائلًا:خليلي هل قيظ بنعمان راجع لياليه، أو أيامهن الصوالح
ألا لاَ وَلا أيَّامُنَا بِمُتَالِعٍ
رواجع ما أورى بزندي قادح
إذِ الْعَيْشُ لَمْ يَكْدُر عليَّ ولَمْ يَمُتْ
يزيد وإذ لي ذو العقيدة ناصح
وبعد أن توفي يزيد قام الأعراب من كل الجوانب بالتقدم لخطبتها، ولكنّها لم تتزوج بأي منهم، وخرجت بعدها للحج مع أبيها، وهنالك رآها رجل من ثقيف، وأعجب بها وبجمالها، فقام بالتقدم لخطبتها من أبيها، فوافق عليه وزوجها منه، وعندما بلغ أمر زواج ليلى إلى قيس، أنشد قائلًا:
أَلا إِنَّ لَيلى العامِرِيَّةَ أَصبَحَت
عَلى النَأيِ مِنّي ذَنبَ غَيرِيَ تَنقِمُ
وَما ذاكَ مِن شَيءٍ أَكونُ اِجتَرَمتُهُ
إِلَيها فَتَجزيني بِهِ حَيثُ أَعلَمُ
وَلَكِنَّ إِنساناً إِذا مَلَّ صاحِباً
وَحاوَلَ صَرماً لَم يَزَل يَتَجَرَّمُ
وقال أيضًا:
أَيا بائِعَي لَيلى بِمَكَّةَ ضَلَّةً
تَبايَعتُما هَل يَستَوي الثَمَنانِ
فَما غُبِنَ المُبتاعُ لَيلى بِمالِهِ
بَلِ البائِعا لَيلى هُما غَبِنانِ
وقال أيضًا:
حَبيبٌ نَأى عَنّي الزَمانُ بِقُربِهِ
فَصَيَّرَني فَرداً بِغَيرِ حَبيبِ
فَلي قَلبُ مَحزونٍ وَعَقلُ مُدَلَّهٍ
وَوَحشَةُ مَهجورٍ وَذُلُّ غَريبِ
فَيا عُقَبَ الأَيامِ هَل فيكِ مَطمَعٌ
لِرَدِّ حَبيبٍ أَو لِدَفعِ كُروبِ