قصيدة - ألا اعتزليني اليوم خولة أو غضي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “ألا اعتزليني اليوم خولة أو غضي”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا اعتزليني اليوم خولة أو غضي” فيروى بأن طرفة بن العبد كان في أيام شبابه شابًا معجبًا بنفسه، مغرورًا، يمشي مشية تعبر عن هذا الإعجاب والغرور، وفي يوم دخل طرفة إلى بلاط الحيرة، حيث الملك عمرو بن هند، وكان خاله جرير بن عبد المسيح يعمل هنالك، وبينما كان طرفة يمشي في البلاط مشيته التي تعبر عن إعجابه بنفسه، رآه عمرو بن هند، ونظر إليه نظرة كادت أن تبتلعه، وكان جرير حاضرًا، وعندما غادر عمرو بن هند، قال جرير لطرفة: والله إنّي أخاف عليك من نظرته إليك، فقال له طرفة: لا تعر ذلك اهتمام.

وبعد ذلك قام الملك عمرو بن هند بالكتابة إلى المكعبر وهو عامله  في البحرين وعُمان كتابًا لكل من طرفة والجرير، وبينما كان طرفة والجرير بالقرب من الحيرة، مرّا برجل كبير في العمر ودار بينهما وبينه حديث، فنبههما إلى ما قد يمكن أن يكون في الرسالة، وقد كان جرير لا يجيد القراءة، فنادى على غلام من غلمان الحيرة لكي يقرأ له الرسالة، وقرأ الغلام أنّه: بسمك اللهم، من عمرو بن الهند إلى المكعبر عاملنا على البحرين وعمان، إذا أتاك كتابي من الجرير فقم بقطع يديه ورجليه، وادفنه بينما هو حي.

فقام جرير بإلقاء الكتاب الذي معه في النهر، وقال لطرفة بأنّ عليه أن يقرأ كتابه هو الآخر، ولكن طرفة رفض ذلك وأكمل طريقه حتى وصل إلى البحرين وأعطى الكتاب للمكعبر، وعندما قرأ المكعبر ما في الكتاب، طلب من طرفة أن يهرب وذلك بسبب نسب كان بينه وبين طرفة، فرفض، فحبسه.

وبينما كان طرفة في حبسه ينتظر القتل، أنشد هذه الأبيات يرثى نفسه، قائلًا:

ألا اعتزليني اليوم خولة أو غُضِّي
فقد نزلتْ حدباءُ مُحكمة القبضِ

أزالتْ فؤادي عن مقر مكانهِ
وأضحى جَناحي اليومَ ليسَ بِذي نهضِ

وقد كنتُ جلدًا في الحياة مُدَرَّئًا
وقد كنتُ لبَّاس الرجال على البُغضِ

وإنّي لحلوٌ للخليلِ وإنني
لمُرٌّ لذي الأضغانِ أُبدي لهُ بُغضي

ولا تَعْدِليني إنْ هَلكتُ بعاجزٍ
مِنَ النَّاس مَنقوضَ المَريرة والنقضِ

وبعدها رفض المكعبر أن يقتله، وبعث بذلك إلى الملك عمرو بن هند، فقام الملك ببعث رجل من تغلب لكي يقتله، وعندما وصله التغلبي قال له: إنّي قاتلك، وقاتله.


شارك المقالة: