ما لا تعرف عن مناسبة قصيدة “ألا بكيت على الكرام”:
أمَّا عن شاعر هذه القصيدة فهو أمية الثقفي، شاعرًا من شعراء العصر الجاهلي فقد أدرك عصر الإسلام ولكنه لم يسلم ولكن كان يلتزم بما جاء فيه الإسلام فكان يجحرم على نفسه الخمر وعبادة الأصنام، فقد قال عنه الرسول صل الله عليه وسلم: ” آمن لسانه وكفر قلبه”.
أمَّا عن اسمه الكامل: فهو أميّة بن عبد الله بن عوف الثقفي، نشأ في بيت عز فكان والده من سادة قومه فكان ينتسب إلى قبيلة ثقيف من أهل الطائف، فقد عرف عنه محبً للشعر والفصاحة، فقد اشتهر بالحكمة ومعرفة بالكتب القديمة.
يعد أمية الثقفي شاعرًا من شعراء الطبقة الأولى، وله الكثير من الأخبار والقصص النادرة، فقد أدخل في أشعاره بعض الألفاظ المقتبسة والنقولة التي تمّ تعريبها، فقد تميز شعره بالوضوح والبساطة بعيدًا عن المبالغة.
ذهب أميّة الثقفي إلى البحرين، فأقام بها ما يقارب ثمانية سنوات وبهذه الفترة قد ظهر الإسلام هناك، فعاد إلى قبيلته لكي يسأل عن الإسلام وعن النبي صل الله عليه وسلم وخلال ذلك ظهر الإسلام، وعندما وصل مكة وسمع آيات من القرآن الكريم، عندها سألوه أهل قريش عن رأيه قال لهم: أشهد أنّ محمدًا على حق، فقالوا له: هل تؤمن به وتتّبعه؟، فقال لهم: حتى أنظر في أمره.
أمَّا عن مناسبة قصيدة “أَلاّ بَـكَيتَ عَـلى الـكِرامِ ” عندما ذهب أميّة الثقفي إلى الشام ، وفي هذه الفترة قد هاجر الرسول صل الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وهنا حدثت غزوة بدر، وبعد عودة أميّة الثقفي إلى مكة فكان قد قرَّر الدخول إلى الإسلام فعلم عندئذ بمقتل أهل بدر ومن بينهم ابن خاله فامتنع عن الدخول إلى الإسلام وأقام في قبيلة حتى توفي، فقال قصيدة ذات معانٍ جميلة في رثاء من أصيب من قريش يوم بدر، حيث قال:
أَلاّ بَـكَيتَ عَـلى الـكِرامِ
بَـني الـكِرامِ أولـي الـمَمادِح
كَبُكا الحَمامِ عَلى فُروعِ
الأَيكِ في الغُصُنِ الصَوادِح
يَـبـكـينَ حَــزنـى مُـسـتَكيناتٍ
يَـرُحـنَ مَــع الـرَوائِـح
أَمـثـالُـهُـنَّ الـبـاكِـيـاتُ
الــمُـعـوِلاتِ مِــــنَ الـنَـوائِـح
مَــن يَـبـكِهِم يَـبـكِ عَـلـى
حُــزنٍ وَيَـصدُقُ كُـلُّ iiمـادِح
كَـــم بَــيـنَ بَــدرٍ وَالـعَـقَنقَلِ
مِــن مَـرازبَـةٍ iiجَـحـاجِح
فَـمُـدافِعِ الـبَـرقَينِ فَـالـحَنّانِ
مِــن طَــرفِ الأَواشِــح