قصيدة - ألا ليت زوجي من أناس ذوي غنى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “ألا ليت زوجي من أناس ذوي غنى”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا ليت زوجي من أناسٍ ذوي غنى” فيروى بأنّه كان لذي الإصبع العدواني أربعة بنات، وكان لا يرضى بأن يزوجهن من شدة غيرته، فقد كان رجلًا غيورًا، وفي يوم وبينما بناته قد خلون في غرفة يتحدثن، فاستمع لهنّ وهنّ يتحدثن، فقالت واحدة منهنّ: فلتقل كل واحدة منا ما في نفسها، ولنصدق جميعًا القول، فوافقن على ذلك، وبدأت الكبيرة بالكلام وأنشدت قائلة:

ألا ليت زوجي من أناسٍ ذوي غنى
حديث الشباب طيب النشر والذكر

لصوق بأكباد الـنـسـاء كـأنـّه
خليفة جان لا يقيم على هـجـر

فقلن لها أخواتها: إنّك تحبين رجلًا من أهل قومك، ومن ثم قالت الثانية:

ألا ليته يغطي الجـمـال بـديئة له
جفنة يشقى بها النيب والجزر

له حكمات الدهر من غير كبرةٍ
تشين فلا فانٍ ولا ضرع غمـرُ

فقلن لها أخواتها: إنّك تحبين سيدًا من أسياد قومك، ومن ثم أنشدت الثالثة:

ألا هل تراها مرة وحليلـهـا
اشم كنصل السيف عين المهند

عليماً بأدواء النساءِ ورهطهُ
إذا ما انتمى من أهل بيتي ومحتدي

فقلن لها أخواتها: إنّك تحبين أحد أبناء عمومتك، ومن ثم جاء دور الصغرى ولكنها رفضت أن تقول شيئًا، فأقسمن عليها أن تقول، وقلن لها: لقد اطلعت على أسرارنا، وتكتمين عنا سرك، فقالت:

زوج من عود
خيرً من قعود

وعندما سمع ذو الإصبع العدواني ما دار من حديث بين بناته، قرر أن يزوجهن، وبالفعل زوجهنّ جميعًا.

وبعد تمام العام على زواج بناته، زار ذو الإصبع العدواني بنته الكبرى، وجلس معها وقال لها: كيف رأيت زوجك؟، فقالت له: كان من خيرة الأزواج، فهو كريم مع الجميع، وينسى ما أفضل به على الناس، ومن بعدها سألها قائلًا: وما مالكم؟، فقالت له ابنته: إنّ مالنا الإبل، فقال لها: وكيف ذلك؟، فقالت: نأكل من لحمها، ونشرب من لبنها، ونركب على ظهورها، فقال لها: زوجك كريم، ومالكم عميم.

ومن ثم توجه إلى منزل البنت الثانية، ودخل وجلس معها، وسألها قائلًا: كيف رأيت زوجك؟، فردت عليه ابنته قائلة: يكرم زوجته، ويتقرب إليها بالكلمة الحسنة، فسألها أبوها قائلًا: وما مالكم؟، فقالت له: البقر، فقال لها: وكيف ذلك؟، تألف البيت، ونملأ من لبنها الإناء، فقال لها والدها: لقد رضيت وحظيت.

فذهب إلى الثالثة، ودخل وجلس معها، وسألها قائلًا: كيف رأيت زوجك؟، فردت عليه قائلة: لا هو سمح بذر، ولا هو بخيل حكر، فقال لها: وما هو مالكم؟، فقالت: الغنم، فقال لها: وكيف ذلك؟، فقالت له: عندما نولدها فأبنائها فطم، وعندما نسلخها نأكل اللحم، وإن لم نفعل ذلك فهي نعم، فقال لها: جذو مغنية، ومن ثم ذهب إلى الرابعة، ودخل وجلس معها، وسألها قائلًا: كيف رأيت زوجك؟، فقالت: هو شر زوج، فهو يكرم نفسه، ويهين زوجته، فقال لها: وما هو مالكم؟، فقالت: شر مال، الضأن، فقال لها، وكيف ذلك، فقالت: جياع لا يشبعن، وصمّ لا يسمعن، فقال لها: شر الزوج والمال.

المصدر: كتاب "ديوان ذي الإصبع العدواني " تحقيق عبد الوهاب العدواني ومحمد الدليمي كتاب "الشعر والشعراء" تأليف إبن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "امبراطورية الشعراء" تأليف عائض القرني


شارك المقالة: