قصة قصيدة “ألا ليت للبراق عينا فترى”:
أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا ليت للبراق عينا فترى” فيروى بأنّه كان للبراق بن روحان فارس بني ربيعة ابنة عم وكان يعشقها، وكانت هي الأخرى تحبه، وفي يوم ذهب إلى عمه اللكيز، يطلبها منه، ووافق عمه ووعده بها، ومن بعدها سافر اللكيز إلى اليمن وجلس مع ملكها، وبينما هم جالسون طلبها ملك اليمن منه لولده، فلم يستطع اللكيز أن يرفض طلبه، على الرغم من أنّه وعد البراق بأنّها سوف تكون زوجة له، وعندما عاد إلى دياره أخبر براق بذلك، فحاول البراق أن يثنيه عن قراره.
وخرجت ليلى إلى اليمن، وبينما هي في طريقها إلى اليمن قام بعض فرسان قبيلة إياد من عدنان بخطفها، وقاموا بإهدائها إلى أحد أبناء كسرى ملك الفرس كجارية، فوقع ابن كسرى في حبها من شدة جمالها، ولكنّها لم تحبه، فطلب منها الزواج، ولكنّها رفضته، فقام ابن الملك بتعذيبها عذابًا شديدًا حتى تقبل به، ولكنّها استمرت في رفضه.
وحتى هذه اللحظة لم يكن ابناء قبيلتها أنها تعرضت للاختطاف، وكانوا يعتقدون أنها وصلت إلى اليمن، وكان ملك اليمن يعتقد بأنّها ما زالت في اليمن ولم تغادرها، في الوقت الذي كانت فيه في بلاد فارس تتعرض لأشد أنواع التعذيب.
وفي يوم قابلت ليلى راعي يرعى بأغنامه حول القصر، فاتجهت نحوه، وسألته قائلة: هل أنت عربي؟، فأجابها الراعي وقال: نعم يا سيدتي أنا عربي، فقالت له ليلى: هل تعرف البراق بن روحان؟، فقال لها: ومن لا يعرفه، فقالت له: أريدك أن تنقل هذه القصيدة له، وأنشدته قائلة:
ألا ليت للبراق عيناً فترى
ما أُلاقي من بلاء وعنى
يا وائلاً يا سالماً يا إخوتي
يا جساساً أسعدوني بالبكى
عذبت أُختكم يا ويلكم
بعذابٍ في الصبحِ و المسا
عذبوني غللوني أهانوني
ضربوا العفة مني بالعصا
هيهات الأعجميُ أن يقربني
ومعي بعض حشاشة الحيا
أصبحت ليلى تغل أكفها
مثل تغليل الملوك العظما
و تقيد و تكبل جوراً
و تطالب بقبيحات الخنا
يا إيادٌ خسرت صفقتكم
ورمى المنظر من برد العما
فتوجه الراعي نحو قبيلة ربيعة، وعندما وصلها قام بإلقاء قصيدة ليلى عليهم، وقبل أن ينهي الراعي القصيدة، ركب الفرسان خيولهم، واتجهوا نحو ليلى يريدون تحريرها، وقام باللحاق بهم بعض القبائل ومن هذه القبائل قبيلة مضر، وقال كليب بن ربيعة في نصرة القبائل لهم:
وإن تتركوا وائلاً للحرب يا مضرٌ
فسوف يلقاكم الذي كان لاقيها
فأبلغوا بني الفرسَ عني حين تبلغوهم
وحيّوا كهلان إن الجندَ عافيها
ودخل الفرسان إلى بلاد فارس وكان يتقدمهم البراق، وبدأت المعارك بينهم وبين الفرس، وفي أثناء أحد المعارك قتل الفرس أخو البراق غرسان، فهجم البراق عليهم هو ومجموعة من الفرسان، وهو يقول:
صبراً إلى ما ينظرون مقدمي
إني أنا البراق فوق الأدهمِ
لأرجعن اليوم ذات المبسمِ
بنت لُكيز الوائلي الأرقمِ
وفي النهاية تغلب البراق ومن معه على جيوش الفرس، وحرر ليلى منهم بالقوة.