قصيدة - أمير المؤمنين لقد سكنا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن البحتري:

هو الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي, أبو عبادة البحتري، ولد سنة مئتان وخمسة هجري، في منطقة منبج، إحدى مدن حلب في سوريا، ثم انتقل إلى حلب وتعلم فيها البلاغة والشعر، وبينما هو فيها أحب هناك فتاة تدعى علوة وهي مغنية حلبية، التي ذكرها كثيرا في قصائده. ويعد هو والمتنبي وأبو تمام من أفضل شعراء العصر العباسي، وحينما سئل اكتب في الغزل والرثاء والحكمة والمدح والوصف، عندما سافر إلى العراق اتصل بالعديد من الخلفاء العباسيين ومنهم: المتوكل، والمنتصر، والمعتز، والمستعين، ومن بعدها عاد إلى الشام، وتوفي في المدينة التي ولد فيها.

ومن مؤلفاته: كتاب الحماسة، كتاب معاني الشعر، وكتاب ديوان الشعر الذي ضم فيه مدحه ورثائه وفخره ووصفه،

قصة قصيدة “أمير المؤمنين لقد سكنا”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أمير المؤمنين لقد سكنا” فيروى بأن الخليفة المتوكل عندما تولى الخلافة، أمر بأن تظهر السنة على الناس، وأن يتم القضاء على جميع أنواع الفتنة التي ظهرت من قبله، والتي تقول بأن القرآن مخلوق، فأمر بأن يكتب إلى جميع أقاليم الدولة بأن يلتزموا بالقانون الجديد.

كما قام أمير المؤمنين باستدعاء المحدثين وعلماء اللغة من كافة الأقطار إلى سامراء، وطلب منهم أن يحدثوا عامة الناس بحديث أهل السنة، وذلك لكي يتمكن من محو أي أثر للقول بخلق القرآن، فقام البحتري بمدحه عندما فعل ذلك، قائلًا:

أَميرَ المُؤمِنينَ لَقَد سَكَنّا
إِلى أَيّامِكَ الغُرِّ الحِسانِ

رَدَدتَ الدينَ فَذّاً بَعدَما قَد
أَراهُ فِرقَتَينِ تَخاصَمانِ

قَصَمتَ الظالِمينَ بِكُلِّ أَرضٍ
فَأَضحى الظُلمُ مَجهولَ المَكانِ

وَفي سَنَةٍ رَمَت مُتَجَبِّريهِم
عَلى قَدَرٍ بِداهِيَةٍ عَوانِ

فَما أَبقَت مِنِ اِبنِ أَبي دُؤادٍ
سِوى جَسَدٍ يُخاطِبُ بِالمَعاني

تَعَرَّبَ بِاِرتِباطِ الجُرزِ حَتّى
رَمَتهُ في اليَدَينِ وَفي اللِسانِ

وَما كانَت غِذاهُ زَمانَ يَشري
سَراطينَ الصَراةِ وَيَهرُبانِ

تَحَيَّرَ فيهِ سابورُ بنُ سَهلٍ
وَطاوَلَهُ وَمَنّاهُ الأَماني

إِذا أَصحابُهُ اِصطَبَحوا بِلَيلٍ
أَطالوا الخَوضَ في خَلقِ القُرانِ

يُديرونَ الكُؤوسَ وَهُم نَشاوى
يُحَدِّثُنا فُلانٌ عَن فُلانِ

وَآخِرُ حادِثٍ أَنّا غَدَونا
نَعوذُ أَبا الوَزيرِ مِنَ الزَمانِ

وَكانَ إِذا تَسَربَلَ كُلَّ قُبحٍ
وَساءَكَ في السَماعِ وَفي العِيانِ

أَهَشَّهُمُ إِلى غَيرِ المَعالي
وَأَضحَكَهُم إِلى غَيرِ الخِوانِ


شارك المقالة: