ما لا تعرف عن قصيدة “أيا صاحب الزود اللواتى يسوقها”:
لقد تحدثنا كثيراً عن قصص من قصائد العرب التي تداولتها الأجيال جيلاً بعد جيل، أمَّا عن قصيدة “أيا صاحب الزود اللواتى يسوقها”يحكى أنّ الشاعر العباسي أبو نواس في يوم من ألايام كان يتجول في أنحاء الكوفة، وكان هذا اليوم قبل عيد الأضحى المبارك، وهناك رأى أعرابي يبيع الأغنام في المدينة فى ذلك اليوم وبينما كان الشاعر العباسى أبو نواس يتجول فى أحد أحياء الكوفة وقبيل عيد الأضحى المبارك رأى أعرابى ومعه أغنام يبيعها في السوق فذهب إليه أبو نواس، فقال له:
أيا صاحب الزَود اللواتى يسُوقهَا
بكم ذلك الكبش الذى قد تقدمَا
فرد عليه الأعرابي شعرًا على نفس القافية والوزن الذي قاله أبو نواس، فقال:
أبيعكَهُ إن كُنتَ تبغى شِرَائهُ
ولم تكُ مزَّاحاً بعشرين دِرهمَا
فقال له الشاعر أبو نواس :
أجدت هداك الله رَجعَ زوادنا
فـأحسن إلينا إن أردت تكرُّمَا
فردّ عليه الأعرابي، قائلاً:
أحطُ من العشرين خمساً لأنَّني
أراك ظريفاً فاخرجنها مسلِّما
فكان أبو نواس كثير المال ولكنّه بخيل فانصرف،ففي هذه البيعة الجميلة التي جرت بينهم المفصلة بالشعر كان الناس قد تجمهروا عندهم، فعندما انصرف الشاعر أبو نواس سأل الناس الأعرابي، هل تعرف مع من كنت تتحدث؟، فرد عليهم، قائلاً: لا!، فقالوا له إنّه شاعرٌ عظيمٌ يدعى أبو نواس.
وعندما عرف الرجل من هو، حمل إليه كبشًا وذهب به إلى أبو نواس، وحلف على أبي نواس أن يأخذ هذا الكبش هدية خالصة، إذا لم يأخذه ليترك كل أغنامه في الطريق ويذهب، فأبو نواس أخذ الكبش ولم يرد الأعرابي الفصيح.
فسأل أبو نواس عن هذا الأعرابي؟، فقالوا له: إنّه أعرابي من قبيلة تدعى باهلة، فهذه القبيلة عربية من أصرح وأفصح القبائل في النسب واللغة، أنشد أبو نواس قائلاً أجمل الأبيات بالأعرابي:
وباهلىٌٍ من الأعرابِ منتخبٍٍ
جادت يداهُ بواتِ القرنِ والذنبِ
فإن لم يكنْ باهلياً عند نسبتهِ
ففعله قرشيٌ كامل الحسبِ
نبذة عن الشاعر أبو نواس: فهو الحسن بن هاني الحكمي، يُعد من أعظم شعراء العصر العباسي فكان يصور الفساد الخلقي، وقد نشأ يتيماً، ويكنّى بأبي علي.