قصة قصيدة بينا نسوس الناس والأمر أمرنا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعرة حرقة بنت النعمان:

هي هند بنت النعمان بن المنذر ملك الحيرة، من أشهر ملوك المناذرة قبل الإسلام، عندما قتل كسرى أباها، أقامت في دير بين الكوفة والحيرة، حتى جاء الفتح الإسلامي، وقد لقبت بحرقة بنت النعمان واشتهرت به.

قصة قصيدة بينا نسوس الناس والأمر أمرنا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “بينا نسوس الناس والأمر أمرنا” فيروى بأنه في يوم قام ملك كسرى ببعث رجاله إلى النعمان بن منذر وهو ملك الحيرة، يريد أن يتزوج ابنته حرقة، وقد بعث معهم برسالة تنص على أنّه يجب على النعمان أن يبعث ابنته على الفور إليه، ولكن الملك نعمان رفض ذلك، وذلك لأنّه كان رجلًا شديد الغيرة على بناته، وعندما وصل خبر رفضه إلى ملك كسرى، أمر بأن يحضر إليه ويمثل بين يديه، وعندما أتاه النعمان بن منذر قام بقتله، وعندما علمت قبائل العرب بخبر مقتل ملكم، دبّ في قلوبهم الخوف والجزع.

ولمّا عرفت حرقة بأنّ أباها قد مات، تيقنت أنها من بعد أن كانت ذات ملك كبير ومجد هائل، قد أصبح همها الوحيد أن تبقى على قيد الحياة في أي أرض تأويها، وقررت الهروب، وبالفعل هربت ووصلت إلى مكان بين الحيرة والكوفة، وهنالك قامت ببناء دير صغير، ولبست ملابس الراهبات المسيحيات، وبقيت هنالك متنكرة حتى أتى الفتح الإسلامي بقيادة القائد خالد بن الوليد.

وفي يوم سألها سعد بن أبي الوقاص رضي الله عنه عن حالها، ردت عليه قائلة: يا مولاي، إنّ هذه الدنيا هي دار زائلة، وإنّها لا تدوم على أي منا، لقد كان أبي ملك هذه الأرض، وقد كان يجيء إلينا ما يخرج منها من مال، وكان سكانها يطيعوننا، وعندما ذهب ملكنا، تغير حالنا وأصبحنا على عكس ما كنا عليه، وإنّي والله لم أجد في سيرة من سلف أنّه يوجد قوم كانوا في يسرة إلّا وأقلب الله حالهم من بعد ذلك إلى عبرة، ثم أنشدت قائلة:

بينا نسوس الناس والأمر أمرنا
إذا نحن فيهم سوقة تتنصف

فأف لدنيا لا يدوم نعيمها
تقلب أحيانا بنا وتصرف

فقام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بوصلها، وأحسن عطائها، فقالت له: يا مولاي، ملكك رجل قد افتقر بعد أن كان غنيًا، ولا ملكك رجل أصبح غني بعد أن كان فقيرًا، ولا جعلك الله تحتاج لئيم، ولا أزال الله نعمة عن أحد كريم إلّا كنت أنت سببًا في عودتها إليه.

وعندما خرجت حرقة بنت النعمان من عند سعد بن أبي الوقاص سألها عنه نساء مصر عما رأته منه، فأنشدتهم قائلة:

حاط لي ذِمَّتي وأكرم وَجهي
إنما يُكرم الكريمَ الكريمُ


شارك المقالة: