نبذة عن الشاعر النابغة الذبياني:
أمّا عن شاعر هذه القصيدة فهو زياد معاوية بن ضباب الذبياني المعروف بالنابغة الذبياني لأنّه أبدع بالشعر ونبغ فيه، ولد سنة خمسمائة وخمسة وثلاثون ميلادي في ديار غطفان يعد شاعرًا من شعراء العصر الجاهلي وله قصائد تعد من المعلقات ومنها:
يا دار ميتة بالعلياء فالسند
أقوت وطال عليها سالف الأبد
نشأ النابغة الذبياني في بلاط معاوية بن أبي سفيان فكان يجلس مع الملوك وكبار الدولة وكان لديه الكثير من المناظرات من أشهرها المناظرة التي جرت بينه وبين عمرو بن هند، وقد كان أيضاً يرافق النعمان بن منذر فكان الكثير من الواشين يحاولون أن يوقعوا بينهم وتمكنوا من ذلك عندما اتهم النابغة بعلاقة حب مع زوجة النعمان بن منذر.
تأثر النابغة بالربيع بن زياد العبسي وأثر في لبيد بن ربيعة توفي سنة ٦٠٤ ميلادي في مدينة نجد
قصة قصيدة تذكر أنى يجعل الله فرصة:
أمّا عن مناسبة قصيدة “تذكر أنى يجعل الله فرصة” فيروى بأنّه كان هنالك قرية في زمن النابغة الذبياني، وقد امتنع أهل هذه القرية عن الدخول إليها بسبب أفعى، فخرج يقتفي أثر هذه الأفعى أخوان اثنان، وعندما وجداها وثبت على واحد منهما فقتلته، وبعد أن قتلته تمكن أخوه منها بالسلاح الذي معه، فقالت له الأفعى: هل تتركني أعيش وأعطيك كل يوم دينارًا؟، فوافق على ذلك، وأصبح يأخذ كل يوم منها دينارًا، حتى أصبح ثريًا، وبعد أن امتلك الأموال، تذكر أخاه الذي قتلته هذه الأفعى، فقال في نفسه: كيف تطيب لي الحياة بعد أن مات أخي، فقرر أن يخرج ويقتل هذه الأفعى.
فأخذ بيده فأسًا وخرج في أثر الأفعى، حتى وصل إلى جحرها، وعندما خرجت الأفعى من جحرها، ضربها بالفأس ضربة على رأسها، ولكنّها لم تمت من هذه الضربة، وحينما تيقن هذا الشاب من أنّه قد فاته قتلها طلب منها الدينار، فقالت له: ما دامت هذه الضربة في رأسي فلن آمنك على نفسي، وقد قال النابغة الذبياني في خبر ذلك:
تَذَكَّرَ أَنَّى يَجْعَلُ اللهُ فُرْصَةً
فيُصْبِحَ ذا مال ويَقْتُلَ واتِرَهْ
فلمّا وَقَاها اللهُ ضَرْبَةَ فأْسِهَ
وللبِرِّ عَيْنٌ لا تُغَمِّضُ ناظرَهُ
فقالَتْ معاذَ اللهِ أُعْطِيكَ إِنني
رأَيْتُكَ غَدَّاراً يَمِينُك فاجِرَهْ
أَبَى لِيَ قَبْرٌ لا يَزالُ مُقابِلِي
وضَرْبَةُ فأْسٍ فَوْقَ رَأسي فاقِرَهُ