قصيدة خليلي لا تستعجلا أن تزودا

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن الشاعر حصين بن حمام:

هو الحصين بن حمام بن ربيعة المريّ الذبياني، يكنّى أبو يزيد، وهو من الشعراء الجاهليين، وكان معروفًا بالفروسية والشجاعة، وهو سيد بني سهم بن مرة من ذبيان، وكان يلقب مانع الضيم في شعره وحكمته، وكان الحصين ممّن نبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية قبل ظهور الإسلام، قاد الحصين بن حمام قومه في العديد من الوقائع، ومنها قيادته لقومه في يوم  دار موضوع بين قومه وبين بني سعد بن ذبيان.

وكانت معظم قصائده تدور حول أحداث الحروب والغزوات التي قام بها هو أو قومه، توفي في السنة العاشرة قبل الهجرة.

قصة قصيدة خليلي لا تستعجلا أن تزودا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “خليلي لا تستعجلا أن تزودا” فيروى بأنّه في يوم قام الثلم بن رباح بقتل رجل يقال له حباشة، وكان ذلك بالقرب من بيت الحارث بن ظالم المري، وعندما فعل ذلك هرب الثلم، ولحق بالحصين بن حمام، فأجاره الحصين، وبلغ خبر ذلك إلى الحارث بن ظالم، فبعث إلى الحصين يطلب منه أن يقوم بتسليم المثلم له، أو أن يقوم بدفع دية الرجل، ولكنّ الحصين كان قد أجار المثلم، ولم يكن ليقبل بأن يسلمه إياه، فأرارد أن يدفع الدية، ولكنّه لم يكن يملكها، فسأل في قومه وفي بني حميس وهم جيرانه في ذلك الوقت، ولكنهم قالوا له بأنّهم لا يملكون الإبل، ولكن إن هو شاء سوف يعطونه الغنم بدلًا منها، فقال الحصين في ذلك:

خَليلَيَّ لا تَستَعجِلا أَن تَزَوَّدا
وَأَن تَجمَعا شَملي وَتَنتَظِرا غَدا

فَما لَبَثٌ يَوماً بِسائِقِ مَغنَمٍ
وَلا سُرعَةٌ يَوماً بِسابِقَةٍ غَدا

وَإِن تَنظِراني اليَومَ أَقضِ لُبانَةً
وَتَستَوجِبا مَنّاً عَلَيَّ وَتُحمَدا

لَعَمرُكَ إِنّي يَومَ أَغدوا بِصَرمَتي
تناهَي حُمَيسٌ بادِئينَ وَعُوَّدا

وَقَد ظَهَرَت مِنهُم بَوائِقُ جَمَّةٌ
وَأَفرَعَ مَولاهُم بِنا ثُمَّ أَصعَدا

وقال أيضاً:

وَما كانَ ذَنبي فيهِمُ غَيرَ أَنَّني
بسَطتُ يَداً فيهِم وَأَتبَعتُها يَدا

وَأَنّي أُحامي مِن وَراءِ حَريمِهِم
إذا ما المُنادي بِالمُغيرَةِ نَدَّدا

إِذا الفَوجُ لا يَحميهِ إِلّا مُحافِظٌ
كريمُ المُحَيّا ماجِدٌ غَيرُ أَجرَدا

فَإِن صَرَّحَت كَحلٌ وَهَبَّت عَرِيَّةٌ
مِنَ الريحِ لَم تَترُك لِذي العِرضِ مَرفَدا

صَبَرتُ عَلى وَطءِ المَوالى وَخَطبِهِم
إذا ضَنَّ ذو القُربى عَلَيهِم وَأَجمَدا


شارك المقالة: