قصيدة - صلاتك نور والعباد رقود

اقرأ في هذا المقال


التعريف بشاعرة قصيدة “صلاتك نور والعباد رقود”

هي رابعة بنت إسماعيل العدوي ولدت سنة 100 للهجرة، وتوفيت سنة 180 للهجرة، تلقب بأم الخير، وهي إحدى العابدات المسلمات التاريخيات، كان والدها من العابدين الفقيرين، وهي ابنته الرابعة، ولذلك سميت بهذا الاسم، وقد كانت رابعة تحب الله حبًا خالصًا، حب لا تقيده رغبة سوى حب الله وحده.

قصة قصيدة “صلاتك نور والعباد رقود”:

أمّا عن قصة قصيدة “صلاتك نور والعباد رقود” فيروى بأنّ رابعة العدوية اعتلت علة منعتها عن تهجدها، وقيام ليلها، فمكثت لأيام طريحة الفراش، لا تقوى إلا على قراءة القرآن الكريم، ومن ثم رزقها الله تعالى الصحة،وكانت قد اعتادت على قراءة القرآن في النهار، والنوم في الليل، وبعدما عادت إليها صحتها بقيت على هذه العادة، ولم تكن تقوم ليلها، وفي ليلة وبينما هي نائمة رأت في منامها كأنّها قد رفعت إلى روضة خضراء، فيها قصور ونبات جميل، وبينما هي تتجول في هذه الروضة، وتتعجب من حسنها وجمالها، مرّ من عندها طائر أخضر، وجارية تركض ورائه كأنّها تريد أن تمسكه.

فانشغلت رابعة العدوية بجمال الجارية عن جمال الطائر، ومن ثم قالت لها: ماذا تريدين منه؟، دعيه يذهب، فوالله لم أر في حياتي طائرًا أجمل منه، فقالت لها الجارية: بلى.

ومن ثم أخذت الجارية بيد رابعة العدوية، ومشت معها في تلك الروضة، حتى وصلت إلى قصر، فطرقت على باب القصر، ففتحوا لها، وعندما دخلوا، قالت الجارية: افتحوا لي باب لمقة، وإذ بباب يفتح ويخرج منه شعاع، أضاء ما كان أمامهم وما خلفهم، وقالت لرابعة: ادخلي، فدخلت رابعة وإذ هي في بيت يحتار فيه البصر من جماله وتلألؤه، لم تر له مثيلًا في حياتها.

وبينما هي تمشي في ذلك البيت، وصلت إلى باب يخرج بها إلى بستان، فخرجت ومعها الجارية، وإذ هم بفتيان، وجوههم كأنّها اللؤلؤ، في أيديهم مجامر، فقالت لهم الجارية: إلى أين تذهبون؟، فقالوا لها: نريد فلانًا قتل في البحر شهيدًا، فقالت لهم الجارية: أفلا تجمرون هذه المرأة؟، فقالوا لها: لقد كان لها فيه حظ فتركته، فأفلتت الجارية يدها من يد رابعة العدوية، وقالت لها:

صَلاتُكِ نورٌ والعِبادُ رُقودُ
ونوْمك ضِدٌّ للصّلاة عنيدُ.

وعمرُك غُنْم إن عقلتِ ومهلةٌ
يسيرُ ويفنى دائماً ويبيدُ.

ومن ثم اختفت الجارية من أمام رابعة العدوية، فاستيقظت رابعة وكان وقت الفجر، وسقطت مغشيًا عليها.


شارك المقالة: