قصيدة - غرناطة "لنزار قباني"

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “غرناطة”:

هذه القصيدة تحمل في كلماتها معانٍ عذبة وجميلة، أمَّا عن قصة قصيدة “غرناطة” وهي القصيدة المشهورة التي كتبها الشاعر السوري الدمشقي (نزار قباني)، فإنه يروى أن نزار قباني عندما دخل إلى قصور الحمراء، وكان مع مجموعة من الأشخاص في رحلة سياحية، وهنا تذكر عظمة أجداده، وأيضاً تذكر العمل الإسلامي العظيم الذي قام به المسلمون.

فكتب هذه القصيدة في فضاء تاريخ الأندلس الطويل، وفيها يسرد لنا قصة لقاءه بالفتاة الأسبانية التي أغرم في عينيها السوداوين، ورأى فيها صورة دمشق وبيته العتيق، ذهب نزار قباني يحاورها ويسألها هل أنتِ أسبانية؟، فردت عليه وقالت: أنا إسبانية وميلادي في التحديد في غرناطة، وأنا افتخر بأجدادي الذين بنوا هذه القصور، فتعجب نزار قباني وقال: يا الله ما أعجب التاريخ يقولون أن هذه القصور بناها الأسبان وهي بالأصل قد بناها العرب المسلمون.

نص قصيدة “غرناطة”:

وفي هذه القصيدة يبين نزار قباني أمجاد المسلمين وأنّ الأندلس لنا وليست لهم، إذ يقول فيها:

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا

ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد

عينان سوداوان في حجريهم

تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد

هل أنت إسبانية ؟ ساءلـتها

قالت: وفي غـرناطة ميلادي

غرناطة؟ وصحت قرون سبعة

في تينـك العينين بعد رقاد

وأمـيّة راياتـها مرفوعـة

وجيـادها موصـولة بجيـاد

ما أغرب التاريخ كيف أعادني

لحفيـدة سـمراء من أحفادي

وجه دمشـقي رأيت خـلاله

أجفان بلقيس وجيـد سعـاد

ورأيت منـزلنا القديم وحجرة

كانـت بها أمي تمد وسـادي

واليـاسمينة رصعـت بنجومه

والبركـة الذهبيـة الإنشـاد

ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينه

في شعـرك المنساب نهر سواد

في وجهك العربي، في الثغر الذي

ما زال مختـزناً شمـوس بلادي

في طيب “جنات العريف” ومائه

في الفل، في الريحـان، في الكباد

سارت معي.. والشعر يلهث خلفه

كسنابـل تركـت بغيـر حصاد

يتألـق القـرط الطـويل بجيده

مثـل الشموع بليلـة الميـلاد

ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي

وورائي التاريـخ كـوم رمـاد

الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضه

والزركشات على السقوف تنادي

قالت: هنا “الحمراء” زهو جدودن

فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي

أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازف

ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي

يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت

أن الـذين عـنتـهم أجـدادي

عانـقت فيهـا عنـدما ودعته

رجلاً يسمـى “طـارق بن زياد”


شارك المقالة: