قصيدة - قذى بعينك أم بالعين عوار

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “قذى بعينك أم بالعين عوار”:

وراء قصيدة “قذى بعينك أم بالعين عوار” قصة عظيمة فيروى أنّ النابغة الذبياني كان جالسًا في أحد الأسوق، وبالتحديد في سوق عكاظ، وكان يستمع لقصائد الشعراء ويحكم بينهم ويحدد مراتبهم لما له من خبرة وبراعة في الشعر والنقد في ذلك العصر، وكانت الخنساء من الحاضرين، فأنشدت قصيدتها المشهورة في رثاء أخيها صخر التي تقول فيها:

قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ
أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

فأعجب النابغة الذبياني بهذه القصيدة وقال لها لولا أنّ الأعشى أنشد قبلك لفضلتك على شعراء هذه السنة، فسمع الشاعر حسان بن ثابت بذلك غضب وقال له: أنا أشعر منك ومنها، فردت عليه الخنساء وقالت له: أي بيت هو الأفضل في قصيدتك؟، فقال:

لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يَلمَعنَ بِالضُحى
وَأَسيافُنا يَقطُرنَ مِن نَجـدَةٍ دَما

وَلَدنا بَني العَنقاءِ وَابني مُحَـــرِّقٍ
فَأَكرِم بِنا خالاً وَأَكرِم بِنا اِبنَما

فقال له النابغة الذبياني في شعرك الكثير من مواطن الضعف، فرد عليه حسان بن ثابت أين ذلك؟، فقال له: قلت الجفنات وهي دون العشر، فلو قلت الجفان لكان أحسن، وقلت يلمعن والمعنى هنا انعكاس الشيء لو قلت يشرقن لكان أفضل، وقلت الضحى لو قلت الدجى لكان المعنى أوضح وأفصح، وقلت أسيافنا ولو قلت سيوفنا لكان أكثر، فلم يجد حسان بن ثابت ما يرد به على النابغة الذبياني.

أمَّا قصيدة الخنساء والتي فاقت بها الشعراء بتلك الواقعة قد كانت في رثاء صخرًا، فكانت هذه الشاعرة تحب أخيها حبًا شديدًا؛ لأنّه وقف معها في مواقف صعبة جدًا، وعندما توفي قالت فيه أجمل وأعذب وأرق الأبيات.

نص قصيدة “قصيدة قذى بعينك أم بالعين عوار “:

قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ
أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت
فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت
وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ

تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت
لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها
إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ

وقالت أيضاً:

في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ
في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ

طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ
ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ

لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ
دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ

وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ
كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ

أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ
وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف إبن قتيبةكتاب "تاريخ الأدب العربي" تأليف واضح رشيد الندويكتاب "أشعار الشعراء الستة الجاهليين" تأليف يوسف بن سليمان بن عيسىكتاب "العصر الجاهلي" تأليف الدكتور شوقي ضيف


شارك المقالة: