نبذة عن الشاعر عباس بن مرداس:
أمّا عن شاعر هذه القصيدة: فهو العباس بن مرداس السلمي، يعد شاعراً من الشعراء المخضرمين أدرك الإسلام قبل فتح مكة، ولازم الرسول صل الله عليه وسلم، وقد كان واحدًا من سادات بني سليم، كان العباس بن مرداس أشجع الناس في قوله للشعر، وتعد أمه شاعرةً من أشهر شعراء العصر الإسلامي وهي الخنساء ، وقد كان يلقب بالعبيد وذلك نسبة إلى فرسه ، وقد كان عباس بن مرداس يذم الخمرة ويحرمها، وكان ذلك قبل أن يدخل الإسلام.
ومن مواقفه مع الرسول صل الله عليه وسلم في يومٍ أعطى الرسول صل الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم إبل وكان من بينهم العباس بن مرداس وقد أعطاه الرسول يومها أربعة من الإبل، فقال العباس في ذلك:
كانت نهابــا تلافيتهــا
بكري على المهر في الأجرع
وحشّي الجنـود لكي يـدلجوا
إذا هجع القوم لم أهجـع
فأصبـح نهبي ونهب العبيــد
بيـن عيينـة والأقـــرع
إلا أفــائل أعطيتهــــا
عديد قوائمـه الأربـــع
توفي العباس بن مرداس سنة ستمائة وتسعة وثلاثون ميلادية، في عصر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قصة قصيدة قل للقبائل من سليم كلها:
أمّا عن مناسبة قصيدة “قل للقبائل من سليم كلها” فيروى بأنّه كان لوالد العباس بن مرداس صنمًا من حجر وقد كان يدعى ضمارًا، وقبل أن يتوفى طلب ابنه العباس، فأتاه العباس، وعندما دخل عليه، أجلسه وقال له: يا بني، إن أوصيك بضمار، وأوصيك أن تعبده، فقال له العباس: لك ذلك يا أبتي، لا تخف، وبعد ذلك بزمن قصير توفي والده.
وبعد أن توفي والد عباس بن مرداس بقي عباس يعبد هذا الصنم الذي يدعى ضمارًا، وفي يوم من الأيام كان العباس نائمًا، وبينما هو نائم رأى في المنام مناديًا من داخل ضمارٍ ينشد قائلًا:
قل للقبائل من سليم كلها
أودى ضمار وعاش أهل المسجد
إن الذي ورث النبوة والهدى
بعد ابن مريم من قريش مهتدي
أودى ضمار، وكان يُعبد مرة
قبل الكتاب، إلى النبي محمد
وبعد أن استيقظ عباس من نومه، دخل إلى الغرفة حيث مار، وقام بحرقه، ودخل الإسلام.