قصة قصيدة لبيت تخفق الأرياح فيه

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن شاعرة القصيدة:

هي ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية، وهي زوجة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وهي واحدة من أقدم الشاعرات العربيات.

قصة قصيدة لبيت تخفق الأرياح فيه:

أمّا عن مناسبة قصيدة “لبيت تخفق الأرياح فيه” فيروى بأنّه كانت هنالك فتاة تدعى ميسون بنت بحدل الكلبي، وكانت ميسون تشتهر بجمالها الباهر، وحسن وجهها، وفي يوم رآها الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وأعجب بها إعجابًا شديدًا، وقرر أن يتزوجها، وبالفعل تزوج الخليفة من ميسون، وأعد الخليفة لها قصرًا يطل على دمشق، وقام بتجهيز هذا القصر بأفخر الأدوات، حيث زينه بأفضل أنواع الزخارف، وملأه بأواني من ذهب وفضة لم ير مثلها من قبل، وجعل ستائره من الديباج الروماني الذي كان يليق بقصر مثله.

وعندما أتى بها إلى القصر جاء لها بجواري لها كأنهنّ الحور العين، وفي يوم لبست ميسون واحدًا من أجمل ثيابها وأفخرها، ولبست أفضل الحلي والجواهر التي عندها والتي لا يوجد مثلها عند امرأة غيرها، وخرجت إلى ساحة هذا القصر، وجلست ومن حولها جواريها، وبينما هي جالسة هبت عليها ريح من ريح دمشق، فنظرت إلى دمشق وشجرها، وسمعت صوت الطيور وهي في بيوتها، وشمّت رائحة الزهور، وبينما هي كذلك تذكرت بلادها نجد، وأحست بالاشتياق لها ولمن كان يسكنها، فبكت بكاءً شديدًا، فرأتها إحدى جواريها، وقالت لها: ما الذي يبكيكي يا مولاتي، فوالله إنك في ملك كملك بلقيس، فقالت لها ميسون وهي تبكي وتتنهد:

لَبَيتٌ تَخفِقُ الأرياحُ فيه
أَحَبُّ إليَّ مِن قَصرٍ مُنيفِ

ولُبسُ عَباءَةٍ وتَقَرَّ عيني
أَحَبُّ إليَّ مِن لبسِ الشُفوفِ

وأكلُ كُسَيرَةٍ مِن كَسرِ بيتي
أحبُّ إلي مِن أكل الرغيفِ

و أصواتُ الرياحِ بِكُلِّ فَجٍّ
أحبُّ إليّ مِن نَقرِ الدُّفوفِ

وكَلبٌ يَنبَحُ الطُّراقَ دوني
أحبُّ إليَّ مِن قِطٍ أليفِ

وخَرقٌ مِن بني عمي نَحيفٌ
أحبُّ إليَّ مِن عِلجٍ عَلوفِ

خُشونَةُ عِيشَتي في البدو اشهى
إلى نفسي مِن العيشِ الظريف

وعندما عاد أمير المؤمنين معاوية إلى القصر، لقيته هذه الجارية، وأخبرته بخبر زوجته، وعندما سمع ما قالت الجارية، قال: والله إني لم أرضى بابنة بحدل حتى جعلت مني علجًا علوفًا؟، ومن ثم طلقها، وأمر أن يجهزوا القافلة لها، وأمر لها بجميع ما كان في القصر، وعندما جهزت القافلة، أمر بأن تسير إلى عند أهلها في نجد، وكانت عندما غادرت دمشق حاملًا، وبينما هي في نجد ولدت لمعاوية ابنه يزيد، فأمر أن يبقى معها سنتين، ترضعه فيهما وتعتني به، ومن ثم أخذه منها.


شارك المقالة: