نبذة عن الشاعر جعفر بن علبة:
هو جعفر بن علبة بن ربيعة بن عبد يغوث، ويقال له أبا عارم، وعارم هو ابنه وقد قام بذكره في شعره، يعتبر جعفر شاعر فارس من أشجع رجال قومه، وكان أبوه علبة بن ربيعة ممّن يقولون الشعر أيضًا.
وقد قام جعفر بن علبة بقتل رجل من بني عقيل، وكان سبب قتله له جارية كانا يزورانها، فتقاتلا عليها فقتله جعفر، وقيل أنّه قد قتله في غارة له هو وجماعة على بني عقيل، وقيل أنّه كان جعفر يتحدث مع نساء بني عقيل، فنهوه عن ذلك، ولكنّه لم ينتهي، فقاموا برصده وهو في طريقه إلى مرابعهم، وقاتلوه فقتل واحد منهم.
ويعتبر جعفر بن علبة واحد من الشعراء المخضرمين في العصرين الأموي والعباسي.
قصة قصيدة لقد زعموا أني سكرت وربما:
أمّا عن مناسبة قصيدة “لقد زعموا أنّي سكرت وربما” فيروى بأنّ جعفر بن علبة الحارثي في يوم جلس مع جماعة من أصدقائه، وبينما هم جالسين يتسامرون، أخذوا يشربون، فشرب جعفر حتى ذهب عقله، ومن ثمّ خرج من المجلس يقصد بيته، وبينما هو في الطريق وهيئته تدل على أن عقله قد ذهب، لقيه بعض من العسكر، وأمسكوا به، واقتادوه إلى مجلس السلطان لكي يحكم في أمره، وعندما دخل إلى السلطان، وعرف بأنّه قد أمسك وهو سكران، أمر بحبسه، فاقتادوه إلى السجن، وحبسوه، وبينما هو في السجن، وقد عاد إليه عقله، أنشد في ذلك قائلًا:
لقد زعموا أنّي سكرت وربـمـا
يكون الفتى سكران وهو حلـيم
لعمرك ما بالسكر عار على الفتى
ولـكـنّ عـاراً أن يقـال لـئيم
وإن فتىً دامت مواثيق عـهـده
على دون ما لاقـيتـه لـكـريم
وحبس معه رجل من قومه من بني الحارث بن كعب، ويقال له دوران، فصحبه وأصبح نديمه وهو هنالك، وقد أنشد فيه قصيدة، قال فيها:
إذا باب دوران ترنم في الـدجـى
وشد بأغلاق علـينـا وأقـفـال
وأظلم ليل قام علج بـجـلـجـل
يدور به حتى الصباح بإعـمـال
وحراس سوء ما ينامون حـولـه
فكيف لمظلوم بحيله مـحـتـال
ويصبر فيه ذو الشجاعة والنـدى
على الذل للمأمور والعلج والوالي
وعندما سمع السلطان بما قال جعفر بن ثعلبة أمر بإخراجه من السجن، فأخرجوه.