حديث في أوامر ونواهي في الليل

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في حديثِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ، كثيرٌ منَ الأوامرِ والنَّواهي الّتي تنظمُ حياةَ المسلمِ، وتجنبهُ الشَّيطانَ ، ولقدْ كانَ لوقتِ الليلِ خصوصيةِ في كثيرٍ منَ النَّواهي، وسنعرضُ حديثاً في أوامرَ ونواهٍ كثيرةٍ في هذا الوقت.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا إسْحاقُ بنُ منصورٍ، أخبرنا روحُ بنُ عبادةَ، أخبرنا ابنُ جريجٍ، قالَ: أخبرني عطاءٌ، أنَّهُ سمعَ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهما يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا كانَ جُنحُ اللّيلِ أوْ أمسيتمْ، فكفُّوا صبيانكمْ؛ فإنَّ الشَّياطينَ تنتشرُ حينئذٍ، فإذا ذهبَ ساعةٌ منَ اللّيلِ، فحلُّوهمْ فأغلقوا الأبوابَ، واذكروا اسمَ اللهِ؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يفتحُ باباً مُغْلقاً، وأوكُوا قربكم، وأذكروا اسمَ اللهِ، وخمّروا آنيتكمْ، وأذكروا اسمَ اللهِ، ولو أنْ تعرضوا عليها شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم). رقمُ الحديث: 5623)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاري في الصَّحيحِ في كِتابِ الأشربةِ، بابُ تغطيةِ الإناءِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ منْ الصَّحابةِ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أنَّما بقيَّةُ رجال الحديثِ فهم:

  • إسحاق بن منصورٍ: وهوَ أبو يعقوبَ، إسحاقُ بنُ منصورِ بنِ بهرامَ الكوسجِ التَّميميُّ (ت:251هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • روحُ بنُ عبادة: وهوَ أبو محمَّدٍ، روحُ بنُ عبادةَ القيسيُّ البصريُّ (ت:205هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • ابن جريجٍ: وهوَ أبو الوليدِ، عبدُ الملكِ بنُ عبدِ العزيزِ القرشيُّ الأمويُّ (80ـ150هـ)، وهوَ منْ أتباعِ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى أوامر ونواهي منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا حانَ وقتُ الليلِ، وجنحُ اللّيلِ أيْ بعدَ غروبِ الشَّمسِ ومنها:

  • كفُّ الصِّبيانِ: وهوَ إدخالُ الأطفالِ إلى المنازلِ وقدْ ذكَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سببَ ذلكَ لفعاليةِ الشَّياطينِ في هذا الوقتِ، والخوفُ منَ الشَّياطينِ لما تحملُ معها منَ الخبائِثِ.
  • إغلاقُ الأبوابِ: وفي هذا من تجنُّبِ عملِ الشَّيطانِ وإنَّ الشَّياطينَ لا تقربُ بيتاً بابُهُ مغلقاً.
  • وكاءُ القربِ: وفي قولهِ أوكوا قربكم، أيْ أربطوا قِربَ الماءِ بحبلها الّتي تربطُ بها، والشياطينُ لا تقدرُ عل فتحِ القربةِ.
  • تخمير الآنيةِ: أي إغلاقها وتغطيتها، كي لا يمسها شيءُ، وقدْ وردَ في ذلكَ سببُ آخرُ فيما وردَ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (غطّو الإناءَ وأوكوا السِّقاءَ، فإنَّ في السَّنةِ ليلةً ينزلُ فيها وباءٌ).
  • ذكرُ اسمُ اللهِ: وذكر اسم على القربِ والآنيةِ عندَ إغلاقها.
  • إطفاءُ المصابيحِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ والدُّروسِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • وجوبُ أخذِ الحيطةِ للبعدِ عنِ الشَّياطينِ وأذاهم.
  • وجوبُ ذكر اسمِ اللهِ على الأكلِ والشُّربِ.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيتهذيب الكمال للمزيصحيح مسلم للإمام مسلم


شارك المقالة: