قصيدة - لقد هم قيس أن يزج بنفسه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ” لقد هم قيس أن يزج بنفسه “:

وأمّا عن مناسبة قصيدة ” لقد هم قيس أن يزج بنفسه ” فيروى بأنّ رجلًا خرج في يوم، ووصل إلى منطقة تدعى “بئر ميمون”، وإذ بقوم في أسفل الجبل يحاولون منع فتى من أن يقفز عن قمة هذا الجبل، وكان هذا الفتى مصفر الوجه نحيل البدن، وكان ينشد قائلًا:

لَقَد هَمَّ قَيسٌ أَن يَزُجَّ بِنَفسِهِ
وَيَرمي بِها مِن ذَروَةِ الجَبَلِ الصَعبِ

فَلا غَروَ أَنَّ الحُبَّ لِلمَرءِ قاتِلٌ
يُقَلِّبُهُ ما شاءَ جَنباً إِلى جَنبِ

أَناخَ هَوى لَيلى بِهِ فَأَذابَهُ
وَمَن ذا يُطيقُ الصَبرَ عَن مَحمَلِ الحُبِّ

فَيَسقيهِ كَأسَ المَوتِ قَبلَ أَوانِهِ
وَيورِدَهُ قَبلَ المَماتِ إِلى التُربِ

فسأل الرجل عن هذا الفتى، فقالوا له هذا مجنون بني عامر ” قيس بن الملوح “، وقد صعد إلى أعلى الجبل يريد أن يستقبل الريح التي تهب من نجد، ويرفض النزول، ويريد أن يرمي بنفسه من الجبل، وسألوه إن كان من الممكن أن يقترب منه ويخبره بأنّه قادم من نجد، فوافق الرجل على ذلك، فنادوا على قيس وقالوا له: هذا رجل قدم من نجد، فتنفس قيس الصعداء ونزل عن الجبل، وجلس مع الرجل يسأله عن أحوال نجد، وبدأ الرجل بوصف نجد له ، فبكى قيس، وأنشد قائلًا:

أَلا حَــبَّذا نَــجــدٌ وَطـيـبُ تُـرابِهـا
وَأَرواحِها إِن كانَ نَجدٌ عَلى العَهدِ

أَلا لَيـتَ شِـعـري عَـن عُوارِضَتَي قَنا
لِطـولِ التَـنـائي هَـل تَغَيَّرَتا بَعدي

وَعَـن أُقـحُـوانِ الرَمـلِ ما هُوَ فاعِلٌ
إِذا هُـوَ أَمـسـى لَيـلَة بِـثَـرىً جَـعـدِ

وَعَن جارَتَينا بِالبَتيلِ إِلى الحِمى
عَلى عَهدِنا أَم لَم تَدوما عَلى عَهدِ

وَعَــن عُــلُوِيّــاتِ الرِيـاحِ إِذا جَـرَت
بِـريـحِ الخُـزامـى هَل تَهُبُّ إِلى نَجدِ

وَهَـل أَنـفُـضَـنَّ الدَهـرَ أَفـنانَ لِمَّتي
عَـلى لاحِـقِ المَتنَينِ مُندَلِقِ الوَخدِ

وَهَـل أُسـمِـعَـنَّ الدَهـرَ أَصـواتَ هَجمَةٍ
تَـطـالَعُ مِـن وَهـدٍ خَـصـيـبٍ إِلى وَهـدِ

وأتى والد قيس وقد قام بجمع إخوانه وأعمامه وأخواله، فقاموا بلومه على ما كان فاعله، وقالوا له لا خير لك في ليلى، ولا لها فيك، فقد رفضك والدها، ولك أن تختار من بنات عمومتك زوجة تكون لك خيرًا، وبزواجك سوف يزول حب ليلى من قلبك، فأنشد قائلًا:

لَقَـد لامَـنـي فـي حُبِّ لَيلى أَقارِبي
أَبي وَاِبنُ عَمّي وَاِبنُ خالي وَخالِيا

يَــقـولونَ لَيـلى أَهـلُ بَـيـتِ عَـداوَةٍ
بِــنَـفـسِـيَ لَيـلى مِـن عَـدوٍّ وَمـالِيـا

أَرى أَهـلَ لَيـلى لا يُـريـدُنَني لَها
بِـشَـيـءٍ وَلا أَهـلي يُـريـدونَها لِيا

قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا
وَبِالشَوقِ وَالإِبعادِ مِنها قَضى لِيا

قَـسَـمتُ الهَوى نِصفَينِ بَيني وَبَينَها
فَــنِـصـفٌ لَهـا هَـذا لِهَـذا وَذا لِيـا


شارك المقالة: