نبذة عن الشاعر صالح الدوماني:
أمّا عن شاعر هذه القصيدة فهو صالح أحمد طه الدوماني ولد سنة ألف وثمانمائة وستون ميلادي في مدينة دوما، ويعد صالح الدوماني شاعرًا سوريًا عاش في الدولة العثمانية سمي الدوماني نسبة إلى المدينة التي ولد فيها.
عمل صالح الدوماني في التجارة، الكتابة، وأصبح رئيسًا في بلدية دوما وكان يحب فعل الخير، درس صالح الدوماني علم الهندسة وعلم الحساب.
اشتهر الشاعر صالح الدوماني بالمدح فمدح السلاطين ومن بينهم السلطان عبد الحميد فأعطاه ستمائة وخمسون ليرة ذهبية، تعلم اللغة التركية العثمانية في أثناء وجوده في تركياإسطنبول.
توفي سنة ألف وتسعمائة وسبعة ميلادي في دوما.
قصة قصيدة مالي أرى الشمع يبكي في مواقده:
أمّا عن مناسبة قصيدة “مالي أرى الشمع يبكي في مواقده” فيروى بأنه في يوم قررت إحدى الصحف السورية أن تنشر بيتًا من الشعر كان قد نظمه الشاعر الفلسطيني أبو إسحاق الغزي، وقد كان هذا البيت على شكل سؤال، وقال فيه الشاعر:
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده
من حرقـة النار أم من فرقة العسلِ؟
وقد قامت هذه الصحيفة بوضع جائزة لمن يستطع تفسير هذا البيت والإجابة عن السؤال الوارد فيه، وقد حاول الشعراء الإجابة عليه، فمنهم من قال بأن سبب بكاء الشمع هو الوجع من النار التي تكويه، ومنهم من قال بظن السبب هو التوجع من فراق الشمع للعسل الذي اعتاد أن يكون قريبًا منه، ولكن لم تكن إجاباتهم صحيحة، فلم يستطيعوا أن يتوصلوا للسبب الحقيقي الذي جعل الشمع يبكي، وبذلك لم يحصل أي منهم على الجائزة، وفي يوم وصل خبر هذا السؤال للشاعر السوري صالح الدوماني، فأجاب قائلًا:
من لم تجانسْه فاحذر أنْ تجالسَه
ما ضر بالشـمع إلا صحبة الفتـلِ
وكان الشاعر صالح الدوماني قد فهم بأن السبب الحقيقي وراء بكاء الشمع هو وجود شيء متصل فيه وهو ليس من جنسه ألا وهو الفتيلة، التي عندما تحترق تحرق الشمع معها.
وقد قصد الشاعر بأنّ علينا أن ننتقي من نجلس معهم ونصاحبهم، وعليهم أن يكونوا مناسبين لنا، وإلا فسوف يحرقونا معهم، ونبكي ونندم يوم لا ينفع الندم.