قصيدة - مهلا على رسلك حادي الأيـنـق

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن ابن الونان:

أمّا عن ابن الونان فهو أحمد بن محمد الونان الحميري التواتي ، وهو جزائري الأصل، ولد ونشأ في مدينة فاس، وقومه من عرب صحراء توات، والمعلومات عنه قليلة، فلم يصل أي من المؤرخين إلى شيء ذي منفعة عنه، عدا أنّه هو صاحب القصيدة الشهيرة والتي تدعى بالشمقمقية، ولولا هذه القصيدة لطمس ذكره، وغمر شأنه، وما كتب في أبيه أكبر ممّا كتب فيه، فوالده هو محمد بن الونان، صاحب نوادر ولطائف، كنّي بأبي الشمقمق، وهو شاعر هجاء، أكثر من الجد والهزل.

قصة قصيدة “مهلا على رسلك حادي الأيـنـق”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “مهلاً على رسلك حادي الأيـنـق” فيروى بأنّ محمد بن الونان، كان نديمًا للملوك العلويين، فقد جالس ثلاثة منهم، وهم السلطان إسماعيل بن علي الشريف، وابنه، وحفيده، وحينما توفي محمد بن الونان، أراد ابنه أن يتصل بالسلطان، ولكن حجاب القصر منعوه من ذلك، فجلس على مكان مرتفع ينتظر موكب السلطان أن يمر من أمامه.

وبينما هو ينتظر مرّ موكب السلطان من أمامه، فصاح بأعلى صوته:

يا سيدي سبط النبي
أبو الشمقمق أبي

فعرفه السلطان، وأمر جنوده بأن يحضروه إليه، فأحضروه وحينما وقف بين يديه، أنشده قائلًا:

مهلاً على رسلك حادي الأيـنـق
ولا تكلّفها بما لم تطق

فطالما كلفتها وسُقتها
سوق فتى من حالها لم يـشفـق

ولم تزل ترمي بها يد النوى
بكل فج وفلاة سملق

وما ائتلت تذرع كل فدفد
اذرعها وكل قاع قرق

وكل أبـطح وأجرع وجزع
وصريمة وكل أبرق

وقال أيضاً:

ودع يـسوق بعضها بعضا فقد
دنا ولوجها بوعر ضيق

ولتتخذني رائدا فإنّني
ذو خبرة بمبهمات الطرق

إن غرِثَت علفتُها ولو بما
جمعته من ذهب وورق

أو صديت اوردتها من أدمعي
نهرَ الأبلّة ونهر خلق

رفقا بها شفيعها هوادجٌ
غدت سماء كل بدر مشرق

وقال في نهاية القصيدة:

ولك فيمَن كان مثل الأمويِّ
أسوةٌ بها اقتدى كلُّ تقي

هذا هو المجدُ الأصيل فاتَّبع
سبيله على الجميع ترتَقي

وان أردت أن تكون شاعراً
فحلاً فكن مثل أبي الشمقمق

ما خلتُ في العصر له من مـثل
غير أبي في مغرب ومشرق

وعندما سمع السلطان شعره، قام برفع مكانته بين الشعراء، وأصبح من جلسائه.


شارك المقالة: