قصيدة - نهيت زيادا والمهامِه بيننا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “نهيت زيادا والمهامِه بيننا”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “نهيت زيادا والمهامه بيننا” فيروى بأنّ القتال الكلابي وهو عُبيد بن مُجيب بن المضرحي من بني كلاب بن ربيعة، في يوم كان واقفًا مع ابنة عم له تدعى العالية بنت عبيد الله، وكان يتحدث معها، وكان أخوها زياد بن عبيد الله غائبًا، وبينما هم واقفين يتحدثون، أتى زياد ورأى القتال يتحدث إلى أخته، فغضب من ذلك غضبًا شديدًا، ونهاه عن فعل ذلك، وأقسم عليه بأنّه إن رآه ثانية ليقتلنه، فغادر القتال.

وبعد عدّة أيام عاد القتال إلى ابنة عمّه، وأخذ يتحدث معها، فرآه زياد، فدخل إلى البيت وأمسك بالسيف، وخرج إلى القتال يريد أن يقتله، وعندما رآه القتال فرّ هاربًا، فخرج زياد في أثره، وعندما اقترب منه، ناشده أن يقاتله، فلم يعره القتال اهتمامه وأكمل مسيره، وبينما هو هارب منه وجد سيفًا، فأخذه وعاد إلى ابن عمه وقتله، وأنشد في ذلك قائلًا:

نَهَيتُ زِياداً وَالمَهامِهُ بَينَنا
وَذَكَّرتُهُ بِاللَهِ حَولاً مُجَرَّما

فَلَمّا رَأَيتُ أَنَّهُ غير مُنتَهٍ
وَمَولايَ لا يَزدادُ إِلّا تَقَدُّما

أَمَلتُ لَهُ كَفّي بِأَبيَضَ صارِمٍ
حُسامٍ إِذا ما صادَفَ العَظمِ صَمَّما

بِكَفِّ إِمرِئٍ لَم تَخدُمِ الحَيَّ أُمّهُ
أَخي نَجَداتٍ لَم يَكُن مُتَهَضَّما

وأنشد في ذلك أيضًا:

نَشَدتُ زِياداً وَالمُقامَةُ بَينَنا
وَذَكَّرتُهُ أَرحامَ سِعرٍ وَهَيثَمِ

وَلَمّا دَعاني لَم أُجِبهُ لِأَنَّني
خَشيتُ عَلَيهِ وَقعَةً مِن مُصَمِّمِ

فَلَمّا أَعادَ الصَوتَ لَم أَكُ عاجِزاً
وَلا وَكِلاً في كُلِّ دَهياءَ صَيلَمِ

فَلَمّا رَأَيتُ أَنَّهُ غَيرُ مُنتَهٍ
أَمَلتُ لَهُ كَفّي بِلَدنٍ مُقَوَّمِ

وَلَمّا رَأَيتُ أَنَّني قَد قَتَلتُهُ
نَدِمتُ عَلَيهِ أَيَّ ساعَةِ مَندَمِ

وبعد أن قتل القتال ابن عمه زياد، فرّ هاربًا، وخرج أهل القتيل يطلبونه، وبينما هو في هروبه مرّ بابنة عم له تدعى زينب، ودخل عليها، فقالت له زينب: ويحك!، ماذا دهاك حتى تدخل علي، فأخبرها بقصته، وطلب منها أن تعطيه بعضًا من ثيابها، فأعطته بعضًا من الثياب، وكان عندها حناء، فأخذ منه ولطخ به يداه، فأقبل أهل زياد، وعندما رأوه ظنوا بأنّه زينب، وقالوا له: هل رأيت الخبيث قتيل، فقال لهم: أخذ هذه الطريق، وعندما ابتعد الرجال، أخذ طريقًا في وجهة أخرى، وبقي في هذه الطريق، حتى وصل إلى جبل يدعى عمايةثم أنشد قائلاً :

أَلا هَل أَتى فِتيانَ قَومي أَنَّني
تَسَمَّيتُ لَمّا إِشتَدَّتِ الحَربُ زَينَبا

وَأَدنَيتُ جِلبابي عَلى نَيتِ لَحبَتي
وَأَبدَيتُ لِلقَومِ البَنانِ المُخَضَّبا

وأنشد في ذلك أيضًا قائلًا:

جَزى اللَهُ عَنّا وَالجَزاءُ بِكَفِّهِ
عمايَةَ خَيراً أُمَّ كُلِّ طَريدِ

فَلا يَزدَهيها القَومُ إِن نَزَلوا بِها
وَإِن أَرسَلَ السُلطانُ كُلَّ بَريدِ

حَمَتني مِنها كُلُّ عَنقاءَ عَيطَلٍ
وَكُلُّ صَفا جَمِّ القِلاتِ كَؤودِ

وبقي في الجبل زمانًا، وكان أخ له يأتيه بما يحتاجه.


شارك المقالة: