قصة قصيدة وأصبح بطن مكة مقشعرا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر الحارث المخزومي:

هو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة القرشي المخزومي، ولّاه عبد الله بن الزبير واليًا على البصرة، وبقي واليًا عليها لمدّة عام، ثم عزله عنها، روى بعض الأحاديث عن عمر بن الخطاب، وعن عائشة، وعن أم سلمى رضي الله عنهم.

قصة قصيدة وأصبح بطن مكة مقشعرا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “وأصبح بطن مكة مقشعرا” فيروى بأنه في يوم كان عمر بن أبي ربيعة المخزومي جالسًا في مجلس عبد الملك بن مروان، وبينما هم جالسون سأله عبد الخليفة عن لقائه بالفضل بن عباس، فقال له عمر بن أبي ربيعة: نعم يا مولاي، بينما كنت في المسجد الحرام وكان معي جماعة من قريش، دخل الفضل، وفي اللحظة التي دخل بها، كنت أقول هذا البيت:

وأصبح بطن مكة مقشعراً
كأن الأرض ليس بها هشام

فسمعني، وأتى علي، وقال لي: يا أخي، إنك في مكة التي خرج منها عبد المطلب، ومنها بعث الرسول عليه الصلاة والسلام، وفيها بيت الله الحرام، فهل لهذا كله لا تقشعر، وتقشعر فقط لأنّ هشام ليس بها؟، إن أشعر ممّا قلت البيت الذي يقول:

إنّما عبد منافٍ جوهر
زين الجوهر عبد المطلب

فقال له عمر بن أبي ربيعة: يا أخي، إن أشعر ممّا قلت، البيت الذي يقول:

إنّ الدليل على الخيرات أجمعها
أبناء مخزوم للخيرات مخزوم

فقال له الفضل: وأشعر منه الذي يقول:

جبريا أهدى لنا الخيرات أجمعها
إذ أم هاشم لا أبناء مخزوم

فقال عمر في نفسه: لقد غلبني والله، ولكنّه قد طمع بأن ينتصر على الفضل، وقال له أشعر ممّا قلت، من يقول:

أبناء مخزومٍ الحريق إذا
حركت نيرانه ترى ضرما

يخرج منه الشرار مع لهبٍ
من حاد عن حره فقد سلما

ومن دون أن يتلعثم الفضل، قال له: بل أشعر منه من يقول:

هاشم بحر إذا همى وطمى
أخمد حر الحريق واضطرما

واعلم وخير المقال أصدقه
بأن من رام هاشماً هشما

فتمنى عمر بن أبي ربيعة بأن الأرض قد شقت وبلعته، وقال للفضل: بل أشعر منه من قال:

أبناء مخزوم أنجم طلعت
للناس تجلو بنورها الظلما

تجود بالنيل قبل تسأله
جوداً هنيئاً وتضرب البهما

فرد عليه الفضل، وكان بإجابته كأنّه أسرع من البرق: بل أشعر منه الذي يقول:

هاشم شمس بالسعد مطلعها
إذا بدت أخفت النجوم معاً

اختار منها ربي النبي فمن
قارعنا بعد أحمدٍ قرعا

فاسودت الدنيا في وجه عمر بن أبي ربيعة، ولم يدري كيف يجاوبه، وقال للفضل: إنّك تفخر علينا برسول الله صل الله عليه وسلم، وبهذا لا يسعنا مفاخرتك، فقال له الفضل: والله لو كان منك لفخرت به علينا، فقال له عمر: والله إنّك قد صدقت.


شارك المقالة: