قصيدة واتبعت ظبية بالغلاء وإنما

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن الشاعر أبو مياس:

هو شاعر من شعراء العصر العباسي، عاش في فترة خلافة المهدي وكان ممّن يخرجون معه.

قصة قصيدة واتبعت ظبية بالغلاء وإنما:

أمّا عن مناسبة قصيدة “واتبعت ظبية بالغلاء وإنما” فيروى بأنّ المهدي خرج في يوم إلى الحج، وبينما هو ومن معه في الطريق، إذ بإعرابي يقترب منه ويقول له: جعلني الله فداء لك يا أمير المؤمنين، إني عاشق، وكان المهدي يحب أن يسمع أخبار العشق والعاشقين، وبقي هذا الأعرابي في باله، حتى وصلوا إلى المكان الذي يستريحون به، وعندما نزل المهدي، أمر بإحضار هذا الأعرابي، وعندما أتوا به، قال له المهدي: هل أنت المنادي؟، فقال له الرجل: نعم يا أمير المؤمنين، فقال له المهدي: وما هو اسمك؟، فقال له الرجل: أبو مياس.

ومن ثم سأله المهدي قائلًا: ومن هي حبيبتك؟، فقال له أبو مياس: هي ابنة عم لي، ولكن أباها قد رفض أن يزوجني إياها، فقال له المهدي: لعل أباها أكثر مالًا منك؟، فقال له أبو مياس: لا والله، أنا أكثر مالًا منه، فقال له المهدي: إذن ما هي قصتك: فقال له أبو المياس: يا أمير المؤمنين ادن رأسك لي، فضحك المهدي واقترب منه وأصغى له برأسه، فقال له أبو مياس: يا أمير المؤمنين، إنّي هجين، فقال له المهدي: لا يضرك ذلك بشيء، فإنّ أخي وأكثر أولادي كذلك، ثم قال له المهدي: وأين عمك؟، فقال له أبو مياس: إنه على بعد ثلاثة أميال من هنا، فأرسل المهدي بعضًا من رجاله في طلب عمّه.

وعندما أتى عم أبو مياس، قال له المهدي: مالك لا تزوج ابنتك من أبي مياس، فإنّي والله أرى أنّه مناسب لها، فهو رجل في نعمة ولا يعيبه أي شيء، فقال له الرجل: متاع سوء، وليس مثلي يزوج من مثله، فقال له المهدي: والله إنّك قد كرهت ما لا يعاب عندنا، وإني معطيك صداق ابنتك عشرة آلاف درهم، ومعوضك عما ذكرت عشرة آلاف أخرى، فقال له الرجل: لك ذلك يا أمير المؤمنين، ففرح أبو مياس بذلك فرحًا شديدًا، وخرج من عند الخليفة وهو ينشد قائلًا:

واتّبعت ظبيةً بالغلاء وإنّما
يعطي الغلاء لمثلها أمثالي

وتركت أسواق القباح لأهلها
إنّ القباح وإن رخصن غوالي.


شارك المقالة: