قصيدة - ورأت يداه عظيم ما جنتا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر عمارة بن علي اليمني:

هو نجم الدين أبو محمد عمارة بن أبي الحسن بن علي بن زيدان بن أحمد الحكمي اليمني، ولد عام خمسمائة وخمسة عشر للهجرة في تهامة في الجزيرة العربية، وكان كاتبًا ومؤرخًا وشاعرًا، اشتهر عمارة بن علي بارتباطه بالخلفاء الفاطميين في مصر، وقد ورد إلى مصر مرتين، في المرة الثانية قرر البقاء هنالك، وفيها توفي عام خمسمائة وتسعة وستين للهجرة.

قصة قصيدة “ورأت يداه عظيم ما جنتا”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ورأت يداه عظيم ما جنتا” فيروى بأنّ قاسم بن هاشم قام بإرسال الفقيه عمارة بن علي اليمني رسولًا إلى مصر، وقد كان وقتها الخليفة الفائز بنصر الله هو القائم عليها، وكان وزيره الصالح بن رزيك، وعند دخوله عليها، ومقابلته للخليفة ووزيره، أنشدهما قصيدة مدحهما فيها، وقال فيها:

الحمد للعيس بعد العزم والهمم
حمداً يقوم بما أولت من النعم

لا أجحد الحق عندي للركاب يد
تمنت اللجم منها رتبة الخطم

قربن بعد مزار العز من نظري
حتى رأيت إمام العصر من أمم

ورحن من كعبة البطحاء والحرم
وفداً إلى كعبة المعروف والكرم

وقال فيها أيضًا:

ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها
عقود مدح فما أرضى لها كلمي

ترى الوزارة فيه وهي باذلة
عند الخلافة نصحاً غير متهم

عواطف علمتنا أن بينهما
قرابة من جميل الرأي والرحم

خليفة ووزير مد عدلهما
ظلاً على مفرق الإسلام والأمم

زيادة النيل نقص عند فيضهما
فما عسى يتعاطى هاطل الديم

فأعجبا بقصيدته وأحسنا إهداءه، ومن ثم عاد إلى مكة المكرمة، ومن ثم أرسله صاحب مكة رسولًا إلى مصر، فعاش فيها، وقام الصالح بن رزبك بتسهيل معيشته هنالك، وعندما تولى السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ملك مصر، مدحه عمارة بن علي هو وأهل بيته، ومن ثم اتفق هو وجماعة من رؤساء مصر على إعادة مصر إلى أهلها، ووافقهم على ذلك أمراء الملك صلاح الدين، فاتفقوا على استدعاء الفرنج من سواحل الشام وصقلية إلى مصر، وعندما علم صلاح الدين بذلك قبض عليهم وسألهم عن ذلك، فاعترفوا بفعلتهم، فقام بصلبهم.

وقبل أن يصلب، قال عمارة:

ورأت يداه عظيم ما جنتا
ففررن ذي شرقاً وذي غربا

وأمال نحو الصدر منه فما
ليلوم في أفعاله القلبا


شارك المقالة: