قصيدة - وليلة بت أوقد في خزازى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “وليلة بت أوقد في خزازى”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “وليلة بت أوقد في خزازى” فيروى بأن ملكًا من ملوك اليمن في يوم أسر رجالًا من قبائل مضر و ربيعة و قضاعة، فقرر وجوه بني معد الذهاب إليه لكي يحاولوا أن يفكوا أسر رجالهم، وبالفعل توجهوا إليه، ودخلوا إلى مجلسه، وطلبوا منه ذلك، ولكن الملك بدل أن يقبل طلبهم، قام بحبس بعضهم كرهائن، وأخبر الآخرين بأن يعودوا إلى قبائلهم، ويخبروا رؤساء أقوامهم بأن يأتوا إليه ويأخذ عليهم مواثيق الطاعة له، وإلّا فإنّه سوف يقوم بقتل أصحابهم.

فعاد الرجال إلى أقوامهم، وأخبروهم بخبر ذلك، ووصل الخبر إلى وائل بن ربيعة المكنى بكليب، فقام بجمع كبار القبائل الثلاثة، وبالفعل اجتمعت عليه قبائل معد، وسار بهم إلى اليمن، وبينما هم في طريقهم تعب الرجال والخيل، وأمر كليب الرجال بأن يوقدوا على جبل يسمّى جبل خزاز نارًا لكي يهتدي إليها بقية الرجال، وقال لهم: إن أتاكم العدو فأوقدوا نارين.

ووصل خبر مسير معد إلى مذحج وهي قبيلة كبيرة من قبائل قحطان، فجمعوا أنفسهم، وطلبوا الغوث من بقية قبائل اليمن، وساروا إلى جبل خزاز، وعندما سمعت قبائل تهامة بأن قبائل مذحج بدأوا بالمسير إلى الجبل، ساروا إلى خزاز وانضموا إلى وائل وفرسانه، ووصلت قبائل مذحج إلى الجبل في الليل، فقام السفاح التغلبي من قبيلة تغلب برفع نارين، وقد كان وقتها على مقدمة جيش ربيعة، وعندما رأى كليب النارين أتى إليهم بجموع الفرسان في وقت الصباح، والتقت جموع القبائل في جبل خزاز، واقتتلوا قتالًا شديدًا، كثر فيه القتلى، وانهزمت قبائل مذحج، وانفضت جموعهم، وأنشد السفاح في خبر ذلك، قائلًا:

ولَيلَة بِتُّ أوقِدُ في خَزازى
هَدَيتُ كَتائِباً مُتَحَيِّراتِ

ظَلَلنَ مِنَ السُهّادِ وَكُنَّ لَولا
سُهادُ القَومِ أَحسَب هادِياتِ

فَكُنَّ مَعَ الصَباحِ عَلى جُذامٍ
وَلَخمٍ بِالسُيوفِ مُشَهَّراتِ

وقال عدي بن ربيعة في خبر ذلك:

لَقَد عَرَفَت قَحطانُ صَبري وَنَجدَتي
غَداةَ خَزازٍ وَالحُقوقُ دَوانِ

غَداةَ شَفَيتُ النَفسَ مَن ذُلِّ حِميَرِ
وَأَورَثتُها ذُلاً بِصِدقِ طِعاني

دَلَفتُ إِلَيهِم بِالصَفائِحِ وَالقَنا
عَلى كُلِّ لَيثٍ مِن بَني غَطفانِ

وَوائِلُ قَد جَدَّت مَقادِمَ يَعرُبٍ
فَصَدَّقَها في صَحوِها الثَقَلانِ


شارك المقالة: