قصة قصيدة يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
أمّا عن مناسبة قصيدة “يا خير من دفنت بالقاع أعظمه” فيروى بأنّه في يوم قرر العتبي زيارة قبررسول الله صل الله عليه وسلم، وبالفعل توجه إليه، وجلس بجانبه، وفي نفس الوقت كان هنالك أعرابي قد قرر أن يحج إلى بيت الله الحرام، فركب ناقته وتوجه في البداية إلى مسجد الرسول صل الله عليه وسلم، وعندما وصل إلى باب المسجد، أناخ ناقته، وربطها بالقرب منه، ومن ثم دخل إلى المسجد، وتوجه نحو قبر الرسول صل الله عليه وسلم، حتى وصل إليه، وجلس مقابل وجه الرسول صل الله عليه وسلم.
وعندما جلس هذا الرجل عند قبر الرسول صل الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله، لقد جئت إليك وقد أثقلت على كاهلي الخطايا، وقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم: “وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا”، وها أنا قد أتيت أستغفر الله من ذنوبي، فاشفع لي عند ربي، ومن ثم أنشد قائلًا:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
أنت الفداء لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف، وفيه الجود والكرم
أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته
عند الصراط إذا ما زلت القدم
أنت البشير النذير المستضاء به
وشافع الخلق إذ يغشاهم الندم
تخصهم بنعيم لا نفاد له والحور
في جنة المأوى لهم خدم
تعطى الوسيلة يوم العرض مغتبطا
عند المهيمن لما تحشر الأمم
والحوض قد خصك الله الكريم به
يوماً عليه جميع الخلق تزدحم
تسقى لمن شئت يا خير الأنام
وكم قوماً لعظم الشقا والبعد قد حرموا
صلى عليك إله العرش ما طلعت
شمس النهار فغشت حندس الظلم
وبعد ذلك هم هذا الأعرابي بالخروج من المسجد، وكان العتيبي قريبًا منه فسمع ما قال، وعندما خرج الأعرابي من المسجد، غلب على العتبي النعاس، ونام، وبينما هو نائم أتاه رسول الله صل الله عليه وسلم في المنام، وقال له: يا عتبي، الحق بالأعرابي، وقل له بأن الله قد غفر له ذنوبه.
حالة شاعر قصيدة يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة الحب الشديد لرسول الله صل الله عليه وسلم، والاستغفار من ذنوبه، وطلب الشفاعة.
معاني مفردات قصيدة يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
- يا خير من دفنت: يا أفضل من دُفن في الأرض.
- القاع: الأرض المنخفضة.
- الأكم: الأرض المرتفعة.
- نفسي الفداء: روحي فداء.
- فيه رفاتٌ: فيه عظام.
- طاب من طيبها النسم: طاب الهواء من طيبها.
- الثرى: التراب.