قصيدة - يا رب إنك ذو من ومغفرة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ” يا رب إنَّك ذو من ومغفرة “:

وأمّا عن مناسبة قصيدة ” يا رب إنك ذو من ومغفرة ” فقد كان قيس بن الملوح يحب ليلى العامرية حبًا كبيرًا أوصله لدرجة الجنون ولذلك سمي ” مجنون ليلى “، ولكنّه لم يستطع الزواج بها؛ وذلك لأنّ أباها قد رفضه ومنعها عنه، وعندما عرف أبوه بابتلائه بحبها، قام هو وإخوته وأولاد عمومته وأهل بيته بالذهاب إلى والد ليلى لكي يخطبوها له، فرفض أبو ليلى وقال لهم: والله لن أزوج ابنتي من عاشق مجنون، وبعدها قام أهل قومه بنصح والده بأن يأخذه إلى مكة المكرمة، لعل بيت الله الحرام يعافيه من حبّه لليلى، فقام أبوه بأخذه إلى الحج في ذلك العام.

وعندما وصلا إلى مكة، قال له أبوه: يا قيس تعلق بستائر الكعبة وادعو ربك، وقل اللهم أرحني من حب ليلى، فقال قيس: اللهم منّ علي بليلى وقربها، فقام أبوه بضربه، فأنشد قائلًا:

يا رَبِّ إِنَّكَ ذو مَنٍّ وَمَغفِرَةٍ
بَيِّت بِعافِيَةٍ لَيلَ المُحِبّينا

الذاكِرينَ الهَوى مِن بَعدِما رَقَدوا
الساقِطينَ عَلى الأَيدي المُكِبّينا

يا رَبُّ لا تَسلُبَنّي حُبَّها أَبَداً
وَيَرحَمُ اللَهُ عَبداً قالَ آمينا

وقال أيضًا:

دعا المحرمون الله يستغفرونه
بمكة شعثاً كي تمحَّى نوبها

وناديت يا رحمن ! أول سؤلتي
لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها

وإنْ أُعْطِ لَيْلَى فِي حَياتِي لَمْ يَتُبْ
إلى اللّه عَبدٌ تَوْبَة ً لاَ أَتوبُها

يقر لعيني قربها ويزيدني
بِها عَجَباً مَنْ كانَ عِندِي يَعيبُها

وعندما سمع أبوه كلامه رقّ قلبه وأخذه نحو منى لكي يقوموا برمي الجمرات، وبينما هم في منى سمع مناديًا ينادي من الخيام، ويقول: يا ليلى، فوقع مغشيًا عليه، واجتمع حوله الناس، وبدأ أبوه بالبكاء عليه، وعندما أفاق أنشد قائلًا:

وَداعٍ دَعا إِذ نَحنُ بِالخَيفِ مِن مِنىً
فَهَيَّجَ أَحزانَ الفُؤادِ وَما يَدري

دَعا بِاِسمِ لَيلى غَيرَها فَكَأَنَّما
أَطارَ بِلَيلى طائِراً كانَ في صَدري

دَعا بِاِسمِ لَيلى أَسخَنَ اللَهُ عَينَهُ
وَلَيلى بِأَرضِ الشامِ في بَلَدٍ قَفرِ

عَرَضتُ عَلى قَلبي العَزاءَ فَقالَ لي
مِنَ الآنَ فَاِجزَع لا تَمَلَّ مِنَ الصَبرِ

إِذا بانَ مَن تَهوى وَشَطَّ بِهِ النَوى
فَفُرقَةُ مَن تَهوى أَحَرُّ مِنَ الجَمرِ

وعندما سمعه أبوه، أخذه إلى جمع من الناس، وطلب منهم الدعاء له بالشفاء والفرج، وعندها أنشد قيس قائلًا:

ذكرتك والحجيج لهم ضجيج
بمكة والقلوب لها وجيب

فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلدٍ حَرامٍ
بِهِ واللّه أُخْلِصَتِ القلُوبُ

أتوب إليك يا رحمن ممّا
عملت فقد تظاهرت الذنوب.

المصدر: كتاب " مجنون ليلى " تحقيق وشرح جلال الدين الحلبيكتاب " مجنون ليلى " تأليف أحمد شوقيكتاب " الشعر والشعراء " تأليف إبن قتيبةكتاب " الأغاني " تأليف أبو الفرج الأصفهاني


شارك المقالة: