قصيدة - يا صاحبي تلوما لا تعجلا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “يا صاحبي تلوما لا تعجلا”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا صاحبي تلوما لا تعجلا” فيروى بأنّ المرقش الأكبر وهو ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك، كان يحب ابنة عمه أسماء، فذهب إلى أبيها يريد أن يخطبها، فقال أبوها له: لا أزوجك إيّاها إلّا عندما تعرف بين الناس، فانطلق مرقش إلى أحد الملوك، وجلس في مجلسه زمانًا، مدحه وأنشد فيه القصائد، فأجازه الملك، وبينما هو عند الملك، أصاب عمه عوف فقر شديد، وأتاه أحد رجال بني عطيف، وكان رجل غنيًا، وأرغبه في الأموال، لكي يتزوج أسماء، فزوجه إياها، وكان مهرها مائة من الإبل، وبعد أن تزوجها أخذها وعاد إلى دياره، فقال أهل أسماء: لا تخبروا المرقش بأنّ أسماء قد تزوجت، وأخبروه بأنّها ماتت، وقاموا بذبح كبش، وأكلوا لحمه، ودفنوا عظامه.

وعندما عاد المرقش الأكبر إلى دياره، أخبروه بأنّ أسماء قد ماتت، ودلوه على مكان قبرها، فزارها، وبقي بعد ذلك يعود قبرها كل فترة، وبينما كان في يوم مضطجع، وغطى نفسه بثوب من ثيابه، كان ابنا أخيه يلعبان في نفس الغرفة، وكان أحدهما يمسك بيده كعبًا من الكبش، فقال للآخر: إنّ هذا من الكبش الذي دفنوه، وقالوا: إذا جاء المرقش أخبرناه بأنّ هذا قبر أسماء، وعندما سمع ذلك، أزاح عن رأسه الثوب، ودعا الغلام، وسأله عن خبر ذلك، فقال له الغلام ما حصل، وبأنّ المرادي قد تزوج منها.

وعندها قام مرقش بدعوة أحد النساء وكانت وليدة له، وهي متزوجة من رجل أجير لمرقش، وأمرها بأن تدعو زوجها له، وعندما أتى زوجها، أمره بأن يحضر الرواحل ليطلب المرادي، فقام الرجل بإحضارها، فركب وخرج يطلب المرادي وكان معه الأجير وزوجته، وبينما هو في الطريق مرض مرضًا شديدًا، فنزل بكهف بأسفل نجران، وبينما هم في الكهف، قال الأجير لزوجته: أتركيه فهو ميت لا محالة، وإن بقينا معه هلكنا من الجوع، فبدأت الزوجة في البكاء، فقال لها زوجها: إن لم تطيعيني سوف أتركك وأغادر وحيدًا، فسمع المرقش ما دار من حديث بين الأجير وزوجته، فكتب على مؤخر الرحل:

يا صاحِبيَّ تَلَوَّما لا تَعْجَلا
إنَّ الرَّحيلَ رَهِينُ أَنْ لا تَعْذُلا

فَلَعَلَّ بُطْأَكُما يُفَرِّطُ سَيّئاً
أَوْ يَسْبِقُ الإِسْراعُ سَيْباً مُقْبِلا

يا راكِباً إِما عَرَضْتَ فَبَلَّغْنْ
أَنَسَ بْنَ سَعْدٍ إنْ لَقِيتَ وحَرْمَلا

للّهِ دَرُّكُما ودَرُّ أَبِيكُما
إنْ أَفْلَتَ الغُفَلِيُّ حتَّى يُقْتَلا

منْ مُبْلِغُ الأَقْوامِ أَنَّ مُرقَّشاً
أَمْسى على الأَصْحابِ عِبئاً مُثْقِلا

ذَهَبَ السِّباعُ بِأنْفِهِ فَتَرَكْنَهُ
أَعْثى عَلَيْهِ بِالجِبالِ وجَيْئَلا

وكأنَّما تَرِدُ السِّباعُ بِشِلْوهِ
إذْ غابَ جَمْعُ بَني ضُبَيْعَةَ مَنْهلا

وتركا المرقّش وعادا إلى ديارهما، وقالا لأهله بأنّه قد مات، فنظر أبوه إلى الرجل، ووجد الأبيات المكتوبة، وعندما قرأها، دعا الأجير وزوجته، وأمرهما بأن يقولا الحقيقة، ففعلا، فقتلهما.


شارك المقالة: