قصيدة يا ليت شعري عنك دخنتوس

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا ليت شعري عنك دخنتوس:

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا ليت شعري عنك دخنتوس” فيروى بأنّه لقيط جمع القبائل وأعد لقتال بني عامر، وأقبل هو والملوك ومن معهم، فوجدوا بني عامر قد أخوذوا شعبًا من شعوب الجبل ” وهو انفراج بين جبلين” ليس له إلا طريق واحدة، في منطقة تدعى جبلة، وكانوا قد حصنوا نسائهم وأموالهم في أعلى الجبل، ومنعوا الإبل عن الماء، فنزل لقيط ومن معه على باب هذا الكهف، وقال له رجل من بني أسد: خذ عليهم باب هذا الكهف حتى يعطشوا، وعندها سوف يخرجون، فقال الناس للقيط: ماذا أنت بفاعل؟، فقال لهم: أرى بأن نصعد لهم.

فقال له رجل يدعى شأس بن أبي ليلى: لا تفعلوا ذلك، فإنّي والله أعلم الناس بهم، فقد قاتلتهم وهم قاتلوني، وهزمتهم وهم هزموني، فوالله لم أرَ لهم مثيلًا في الشجاعة، وإنّهم والله سوف يخرجون إليكم، وإن أنتم بتم في هذه الليلة لن تشعروا بهم إلّا وهم منحدرون إليكم، فقال له لقيط: والله لسوف ندخل عليهم، وبالفعل توجهوا إليهم، وكان بنو عامر قد أخذوا حذرهم، فأتوهم وقد كانت إبلهم عطشة ولم تأكل شيئًا منذ اثنتا عشرة ليلة، وانتشر رجال لقيط في الجبل، فقال بنو عامر للأحوص: قد أتوك، فقال لهم: دعوهم يأتوا، وعندما انتشروا في الجبل، قال الأحوص لرجاله: حلوا عقل الإبل ودعوها تنزل عن الجبل واتبعوها، وليتبع كل رجل منكم ناقته بحجرين أو ثلاثة، ففعلوا.

وعندما سمع القوم دوي الإبل والحجارة التي من خلفها ظنوا أن الشعب قد هدم عليهم، وتفاجأوا بالإبل تريد الماء وبني عامر من خلفها يرمونهم بالحجارة والأسهم، وكانت الإبل تهدم كل ما في طريقها، فنزل من مع لقيط من على الجبل منهزمين، حتى وصلوا إلى السهل، فلما بلغوه، لم يكن عندهم القوة لا الهمة إلّا لأن يفروا من هنالك، وحملت عليهم بني عامر ومن معهم وقاتلوهم قتالًا شديدًا، حتى كثر القتلى فيهم، وقتل منهم عمرو بن الجون وأسر معاوية بن الجون وعمرو بن أبي عمرو بن عدس وهو زوج ابنة لقيط دخنتوس.

وأخذ لقيط مكانًا قريبًا من مكان القتال، ودعا قومه وكانوا قد ابتعدوا عنه، فاجتمع عنده جماعة من بني تميم، فأمسك برايته، فهجموا عليه، فقتل منهم من قتل، ورجع ونادى: أنا لقيط، فأتاه جمع آخر، فقتل منهم من قت، وعندما كثر عليه القوم، حمل عليه عنترة وضربه بسيفه، فوقع على الأرض وتذكر ابنته دخنتوس، وأنشد قائلًا:

يا ليت شعري عنك دخنتوس
إذا أتاها الخبر المرموس

أتحلق القرون أم تميس
لا بل تمس إنّها عروس

ثمّ مات وانتصر بنو عامر على بني تميم.


شارك المقالة: