هي قصيدة للشاعرة فاطمة أصغر، تستكشف كيف يمكن أن تتلاشى الذكريات بمرور الوقت، حيث غالبًا ما تكون رائحة اللحظات والأماكن هي آخر شيء يختفي.
ملخص قصيدة Smell is the Last Memory to Go
القصيدة هي قصة من طفولة الشاعرة، والذاكرة مرتبطة بشكل معقد مع القليل من الحمضيات والياسمين، مع تقدم القصيدة أصبحت الشاعرة بعيدة عن الأحداث، ويبدو أنها تتذكر أقل فأقل، آخر شيء تنساه هو رائحة الياسمين، وفقدان هذا الإحساس يدل على انفصالها التام عن ذلك الوقت في حياتها، فاطمة تقسم القصيدة إلى تسعة مقاطع كل منها بطول سطرين، الهيكل متناسق ويعكس عملية الشاعرة للعودة إلى الذاكرة مرة تلو الأخرى، والعودة إلى الحضن الدافئ لطفولتها.
on my block, a gate
on my block, a tree smelling
of citrus & jasmine that knocks
me back into the arms of my dead
mother. i ask Ross how can a tree
be both jasmine & orange, on my block
توحي السطور بأنّ الذاكرة تكتسح الشاعرة، يتضح شكل الذاكرة، المراوغ بطبيعته وغير المطابق من خلال الافتقار إلى التماسك النحوي في هذه الجملة الأولى، الشاعرة لا تتوافق مع القواعد التقليدية لقواعد اللغة، إن التكرار (on my block) عبر أول سطرين من القصيدة يخلق إحساسًا مهدئًا من الجاذبية، يرتبط هذا بأفكار الذاكرة فالقصيدة تكاد تهدئ القراءة إلى شعور بالأمان من خلال إيقاعات جاهزة ومتسقة.
تعمل صورة البوابة كرمز للتواصل عبر الفترات السابقة واللاحقة في حياة الشاعرة، يبدو أنّ البوابة هي آلية للانتقال من منطقة إلى أخرى، وهنا أصغر تنتقل من الحاضر إلى الماضي، من خلال تفاعلها مع الذاكرة، تم تقديم فكرة الشم ضمن هذين المقطعين الأولين، حيث تتذكر الشاعرة شجرة تفوح منها رائحة الحمضيات والياسمين، هذه الروائح الزهرية جذابة، وتتذكرها الشاعرة باعتزاز.
هذه الروائح الزهرية من الماضي تعيد الشاعرة إلى أحضان أمها ميتتي، تقترح الشاعرة أنها من خلال الذاكرة تستعيد الإحساس بالاتصال بها الآن وقد توفيت الأم، يزدهر تفوق الموت من خلال ارتباط أصغر بالذاكرة، ورائحة الياسمين تربطها بالزمن الذي كانت فيه والدتها لا تزال على قيد الحياة، هذا اقتراح قوي بشكل لا يصدق، ولكنه يحتوي في نفس الوقت على ملاحظة حزينة لأننا نعلم أن هذه الذكرى تزداد صعوبة على أصغر الاحتفاظ بها.
my neighbors put up gates & stare
don’t like to share, on my block
a tree I can’t see, but can smell
a tree that can’t be both but is
on my block, my mother’s skirt twirls
all i smell is her ghost, perfume
تستخدم الشاعرة مقاطع من القصيدة لتكوين فكرة أنّ ذاكرتها عن هذه اللحظة تتلاشى ببطء، تبدأ بالتركيز على صورة الفراق، الجيران أقاموا بوابات بين الشجرة ومنزل عائلة الشاعرة عند القيام بذلك يتم فصل الإحساس بالبصر عن القصيدة، وأصبحت الشاعرة الآن تتعلق فقط بالشجرة من حيث الرائحة التي تطلقها.
يمكن فهم هذا على أنه استعارة تُظهر قوة الرائحة، وتستمر لفترة أطول من البصر داخل الذكريات، يتضح هذا في السطر الشجرة لا أستطيع رؤيتها، ولكن يمكنها شمها، والرائحة أكثر أهمية من الناحية التركيبية وبالتالي التأكيد على أنها قدرتها على الرؤية.
من المثير للاهتمام أن نلاحظ أنّ الشاعرة تركز على ذكرى تنورة والدتها الملتوية، يبدو أنّ هذه الذكرى في البداية تتعلق بفكرة أنها تستطيع تذكر والدتها، ومع ذلك عندما نفحصها عن كثب، يتضح أنها لا تتذكر والدتها، ولكن فقط فكرة تنورتها، لا يمكنها رؤية أي ملامح جسدية لأمها، فقط شبح الذكرى، إنها تؤكد من جديد على قوة الرائحة هنا مستكشفة رائحة العطر التي لا تزال تتذكرها طوال هذه السنوات بعد ذلك، على الرغم من أنها لا تستطيع رؤية والدتها، إلا أنها تستطيع شم عطرها مما يمنحها الراحة.
on my block, a fallen orange
smashed into sidewalk
its blood pulped on asphalt on my
block, Jordan hands me a jasmine
by the time i get home
all its petals are gone
التركيز على البرتقالة الساقطة يمكن أن يشير إلى أنّ الشجرة التي تتذكرها إما قد دمرت، أو خرجت من الموسم، وأطلقت ثمرتها على الأرض، يسفر أي من هذين التفسيرين عن نفس النتيجة، حيث تشير الشاعرة إلى أنّ ذاكرتها عن الشجرة تتلاشى، يمكن أن يمثل البرتقالي الساقط الذاكرة الخافتة، حيث يتوازى اللون البرتقالي المتعفن مع الذاكرة الباهتة.
فكرة أنّ البرتقالة تحطمت على الرصيف قد تتعلق بعمل عنيف تحاول الشاعرة نسيانه، قد تكون هذه لحظة صدمة في طفولتها تبتعد عنها، ومما يعزز هذا المقطع التالي الذي يركز على الدم المسحب والعنف الذي تشير إليه تلك الصورة، يركز المقطع الأخير على الفقد الكامل للطاقة، وتقول جوردن يسلمني ياسمين.
وعقد الياسمين صورة للشاعرة تحمل ذكرى طفولتها في رأسها، ومع ذلك عندما تصل إلى المنزل فإنّ كل بتلاتها تتقشر، تعكس هذه الخسارة في الأرواح، التي تظهر من خلال الزهرة الذابلة، فقدان الشاعرة للذاكرة، مع سقوط كل بتلة تتذكر القليل من كتلة طفولتها، في النهاية لم تبق رائحة ولا شيء يذكرها بالماضي.