كالمستجير من الرمضاء بالنار - Hiring barmada from fire

اقرأ في هذا المقال


يضرب هذا المثل في الأمور التي يكون فيها مدلول خطر أو مشقة، فيعدل الشخص إلى أمر أخر يضنه الأفضل، وإذ به أوقع نفسه في أمر أكثر شدة من الذي قبله.

مضمون مثل “كالمستجير من الرمضاء بالنار”:

يعني هذا المثل الذي يقف بالرمضاء، وهي منطقة صحراوية شديدة الحرارة، أراد أن يقي نفسه منها فطلب الاستجارة من النار، وأخذت كلمة الرمضاء من الرمض، وهي تطلق على التراب الحامي والحار ومنه أخذت كلمة رمضان؛ لأنه جاءهم في أشد أوقات الحر، وأول من قال هذا الكلام التكلام الضبعي.

قصة مثل “كالمستجير من الرمضاء بالنار”:

في إحدى القبائل العريقة قديماً تدعى ربيعة، وقعت هذه القصة بين كليب بن وائل ابن ربيعة وعمرو بن الحارث، كان كليب بن ربيعة، خرج يوماً أطراف الليل فتتبعه أحد رجال قبيلته ويسمى جساس، فقد كان من أبناء عمومته، أراد أن يقتله انتقاماً منه؛ لأنه منع الإبل وقتها أن تشرب الماء من مضاربهم عندما كانوا يخرجونها للرعي، وكانت هناك ناقة لسيدة تسمى البسوس وهي تكون عمة جساس، قامت بشرب الماء من البئر الذي يملكه كليب، فضربها وأدلاها، فركضت البسوس إلى جساس تخبره ما فعل كليب بناقتها، فقام بمغافلته وطعنه بخنجر مسموم، ثم هرب وتركه يصارع الموت والألم لوحده في منطقة مقفرةٍ وليل موحش، وبقي كليب على هذا الحال حتى طلوع الشمس.

فمر من عنده رجل يسمى عمرو يعرف كليب حق المعرفة، وهو من أبناء عمومته أيضاً، عندما رآه كليب تأمل بالنجاة واقتراب الفرج، فاستجار به من أجل أن ينقذه بإعطاءه جرعة من الماء يبلل بها ريقه وتعينه على مقاومة الطعنة، فحدث عكس ما توقعه كليب، حيث باغته الرجل بكل خسة ونذالة وقام بالإجهاز عليه بدلاً من إعانته وإجارته من الكرب، من هنا قالت العرب المثل المشهور من خلال بيت شعر: المستجير بعمرو عند كربته كالتستجير من الرمضاء بالنار.

دلالة مثل “كالمستجير من الرمضاء بالنار”:

يقصد بالاستجارة هنا هو من يطلب العون والمساعدة والنجدة في المحن والكرب والأزمات، ويدل هذا المثل على مدى البعض الشديد والخسة والدناءة لدى بعض الأشخاص، الذين نحسبهم قريبين منا وحلفاءنا إلا أنهم وقت الحاجة إليهم يصبحون ألذ الأعداء، فيصعب الاعتماد عليهم والثقة بهم.


شارك المقالة: