كثرة الضحك تذهب الهيبة - As laughter increases respect decreases

اقرأ في هذا المقال


ما هو المزاح؟

يشاع حول المزاح أنّ لكل شيء في هذه الحياة بذرة ينبت منها، وبذرة العداء بين الناس تنتج في أغلب الأحيان عن طريق المزاح، فأغلب الأشخاص يمرحون ويمزحون في العديد من المواقف والاجتماعات؛ من أجل الترويح عن النفس ومحاولة نسيان تراكمات الضغوطات اليومية والهموم، وهذا ما يحتاج إلى وقفة مع العقل والنفس، إذ يُعد الضحك والمزاح من الأمور اللطيفة والخفيفة والمقربة من النفوس البشرية، حيث أنّها من الوقائع المقبولة التي تعمل على إلقاء السرور على معظم المواقف.

لكن تختلف الأساليب التي يستخدمها الأشخاص في المزاح والضحك من شخص إلى آخر، فالبعض يعتمد على مبدأ الزيادة وآخرون يلجؤون إلى النقصان، وقسم آخر يتمادى بالمزاح لدرجة واسعة، فيحوله إلى نوع من الهزل والسخرية من الناس، ومنهم من يعمل على مراعاة الحدود في الأذواق والآداب البشرية.

مضمون مثل “كثرة الضحك تذهب الهيبة”:

تناول المثل الإنجليزي موضوع الضحك والهزل والمزاح الذي يتعدى حدود الذوق والأدب، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يعتمدون المزاح والضحك لديهم على الاستهزاء والسخرية من الآخرين، إذ يعملون على إزاحة الحق وإدخال الباطل وتعمد الكشف عن عيوب الناس، ففي المجالس تكثر استخدام المزح والضحك بشكل واسع  وكثير، مما يؤدي في نهاية الجلسة إلى إثارة المشاكل.

قدم المثل الإنجليزي نصيحة إلى هؤلاء الأشخاص الذين يخوضون في مجال الضحك والمزاح في كافة أوقاتهم، حيث بين أنّ كثرة الضحك تعمل على تقليل الهيبة الشخصية للإنسان، ويفتح الشخص من خلالها الأبواب المغلقة التي طالما حاول تسكيرها وإغلاقها، فإذا أراد الإنسان أن يعمل على الحفاظ على هيبته ووقاره، يتوجب عليه أن يعمل على التفادي والابتعاد عن المواقف التي يكثر بها المزاح والهزل.

فالبعض يتصور بأنّ الضحك ما هو إلا مجرد تعبير وفضفضة عن طيبة قلب وطراوة النفس، لكنه في الحقيقة على العكس تماماً إذ يضفي إلى الكثير من الذم والآفات التي تشكل خطراً، ومن أجل عدم وقوع أحد من الأشخاص في هذه الحفرة، حُذّر في الكثير من الحكم والأمثال والأقوال الشعبية من العواقب التي قد يعود بها، فقال أحد الحكماء حول موضوع المثل (من كثر مزاحه زالت هيبته، ومن ذكر خلافه طابت غيبته).


شارك المقالة: