كلا إن الإنسـان لیطغى

اقرأ في هذا المقال


الآية

﴿كَلَّاۤ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ﴾ [العلق ٦]

هذا خبر من العليم الخبير، في بيان لحقيقة هذا الإنسان، الذي خلقه الله من علق، وعلمه ما لم يكن يعلم، فمع ما أنعم الله به عليه من النعم التي من أجلها ما ذكر من نعمة الخلق والتعليم، إلّا أنّه يقابل هذه النعم بالكفر والجحود، ويتجاوز حده فيطغى ويتكبر ويعاند ويتمرد، وخاصة عندما يرى نفسه مستغنياً غير محتاج لأحد.

إنّ القاريء المتدبر لهذا الخبر المؤكد يتعامل مع ما دلت عليه هذه الآية من جهتين:

الأولى قلبية: بأن يصدق بما أخبره الله تعالى به تصديقاً جازماً، يزداد به إيمانه، ويقوي به يقينه.

وهذا هو المنهج التدبيري الذي ينبغي التعامل به مع كل ما أخبر الله به في كتاب الله تعالى أن يقابل بالتصديق الجازم، ومن سلك هذه المسالك، واستحضره بقلبه عند كل خبر من أخبار الله تعالى؛ فإنه ينال نصيباً وافراً من منزلة الصديقية فلا يزال يصدق ويصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.

الجهة الثانية: سلوكية عملية، وذلك بأن يحذر من الطغيان الذي ذم الله به الإنسان، ويتجنب أسبابه، ويجتهد في القيام بما يقضي على هذا المرض الخطير إن وجدت علاماته وأعراضه.

ويرجع سبب الطغيان: وهو شعور الإنسان بالاستغناء ، وهذا ما صرحت به الآية.


شارك المقالة: