قصة كيف أصبحت العملاقة غيمارا صغيرة

اقرأ في هذا المقال


قصة كيف أصبحت العملاقة غيمارا صغيرة (How the Giantess Guimara Became Small) هي من الحكايات البرازيلية التقليدية التي تعتمد قصص الإبداع وقصص السحر إلى حكايات الحيوانات والمخادعين  وعلى التقاليد الثقافية المتنوعة للشعوب الأصلية.

الشخصيات:

  • الأمير جواش.
  • العملاق
  • ابنة  العملاق غيمارا.
  • زوجة العملاق.

كيف أصبحت العملاقة غيمارا صغيرة:

ذات مرة ذهب أمير يُدعى جواش للصيد مع عدد من رفاقه في الغابة العميقة، ثمّ انفصل عن رفاقه وسرعان ما اكتشف أنّه فقدهم فتجول لفترة طويلة، وفي النهاية رأى ما يشبه سلسلة جبال بعيدة فركض نحوها بأسرع ما يمكن وعندما اقترب منه تفاجأ عندما اكتشف أنه كان بالفعل جدارًا مرتفعًا حيث كان السور العظيم الذي يحد أرض العمالقة، كان حاكم البلاد عملاقًا ضخمًا وصل رأسه إلى الغيوم.

تقريبًا وكانت زوجة العملاق ضخمة بقدره وطفلتهما الوحيدة كانت بطول أمها وكان اسمها غيمارا،  وعندما رأى العملاق الأمير جواش صرخ: أيها الرجل الصغير ماذا تفعل هناك؟ فروى جواش مغامراته للعملاق فقال العملاق: لا يمر الرجال الصغار مثلك هنا دون عقاب، وإذا كنت تحب يمكنك أن تعيش في قصري وتكون خادمي، قبل الأمير عرض العملاق ومكث في القصر.

كانت ابنة العملاق غيمارا سعيدة للغاية بوجود الأمير الذي كان أول رجل صغير رأته على الإطلاق، لقد وقعت في حبه بشدة ومع ذلك كان والدها يشعر بالاشمئزاز الشديد من افتقارها إلى الذوق الرفيع، لقد فضل أن يكون لديه عملاق كزوج لها لذلك فكّر في مؤامرة لإيقاع الأمير في المشاكل، وفي اليوم التالي أرسل لجواش للمثول أمامه وقال له: أيها الرجل الصغير، لقد أخبروني أنّك فخور جدًا بنفسك.

وأنّك تتفاخر بين عبيدي بأنك قادر على هدم قصري في ليلة واحدة وإعادته مرة أخرى بأسرع ما يمكن، فأجاب جواش: لم أقم بأي تفاخر من هذا القبيل يا صاحب الجلالة، وذهب إلى غيمارا وأخبرها عن ذلك فقال له: أنا ساحرة، اترك الأمر لي وسوف نفاجئ والدي، وفي الليلة التالية هدمت قصر العملاق وأقامته مرة أخرى تمامًا كما كان من قبل، فكان العملاق مندهشا للغاية.

وكان يشتبه في أنّ ابنته تدخلت في القضية وفي اليوم التالي أرسل إلى الأمير وقال له: أيها الرجل الصغير أخبروني أنّك تقول إنّه في ليلة واحدة يمكنك تغيير جزيرة وحوش البرية إلى حديقة جميلة مليئة بجميع أنواع الزهور ونافورة فضية في المنتصف، أجاب جواش: لم أقل شيئًا من هذا القبيل يا صاحب الجلالة، وذهب وأخبر غيمارا عن ذلك وقالت إنّه سيكون من الممتع جدًا الهروب من غرفتها في تلك الليلة وتحويل جزيرة الوحوش البرية إلى حديقة جميلة.

ولذلك عملت بجد طوال الليل لمساعدة جواش في تحويل جزيرة الوحوش البرية إلى حديقة مليئة بجميع أنواع الزهور الجميلة وبها نافورة فضية في الوسط، وفوجئ الملك بشدة برؤية الحديقة في الصباح وكان غاضبًا جدًا من ابنته غيمارو الأمير جواش، كانت غيمارا خائفة للغاية من غضب والدها الرهيب لدرجة أنّها قررت الهروب مع جواش ونصحته بشراء أفضل حصان من إسطبل والدها لركوبه.

وفي منتصف الليل تسللت غيمارا من غرفتها وركضت إلى المكان الذي كان ينتظرها فيه جواش مع الحصان و ركبوا الحصان وسافروا بعيداً، وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي، فُقدت الأميرة غيمارا من القصر الملكي وسرعان ما تمّ اكتشاف أنّ جواش قد رحل أيضًا، وكان أيضًا قد أخذ حصان من الاسطبلات فتحدث العملاق حول الأمر مع زوجته وأخبرته أن يأخذ حصانًا آخر ويلاحقهم بأسرع ما يمكن.

فاتبع العملاق نصيحة زوجته، وسرعان ما كاد أن يلاحق الهاربين، لأنّهم قد تعبوا وتوقفوا للراحة، وعندما أحسّت غيمارا أنّ والدها قادمًا حولّت نفسها إلى نهر صغير وحولت جواش إلى زنجي عجوز والحصان إلى شجرة، والسرج إلى فراش من البصل والبندقية التي حملوها إلى فراشة، وعندما جاء العملاق إلى النهر التقى الزنجي العجوز الذي كان يستحم فقال له: أيها العجوز هل رأيت رجل صغير برفقة شابة وسيمة؟

لم يقل الزنجي العجوز له كلمة واحدة بل غاص في الماء، و عندما خرج لفت انتباه العملاق إلى البصل وقال: لقد زرعت هذا البصل أليس محصولاً جيداً؟ كانت رائحة البصل قوية لدرجة أنّ العملاق لم يحب البقاء بالقرب منها، وحلّقت الفراشة في عيون العملاق وكادت أن تصل إليهما فشعر بالاشمئزاز وعاد إلى المنزل للتحدث مع زوجته، قالت زوجة العملاق: كم كنت سخيفاً.

ألا ترى أنّ غيمارا قد غيرت كل شيء بسحرها؟ اسرع وراءهم في الحال فذهب العملاق مرة أخرى في المطاردة، ووعد زوجته بأنّه في المرة القادمة لن يسمح لغيمارا بلعب أي حيل عليه، وفي المرة التالية التي رأت فيها غيمارا والدها قادمًا فكرت في خطة جديدة حيث غيرت نفسها إلى كنيسة وحولت الأمير إلى وسادة والحصان إلى جرس، والسرج إلى مذبح والبندقية إلى كتاب.

وعندما اقترب العملاق من الكنيسة كان مخدوعًا تمامًا وقال للكاهن: هل رأيت رجل صغير برفقة شابة جميلة يمر بهذا الطريق؟ فقال الكاهن: أنا ناسك مكرس للعبادة، ولم يستطع العملاق الحصول على أي رد آخر منه، وأخيرًا استسلم لليأس وعاد إلى المنزل للتحدث مع زوجته، قالت زوجته عندما سمعت الحكاية: من بين جميع الحمقى الأغبياء، أنت الأكثر غباءً على الإطلاق.

ألا ترى أن غيمارا قد خدعتك بسحرها ؟ اسرع ورائهم مرة أخرى بأسرع ما يمكن وسأذهب معك بنفسي، وهذه المرة كان الهاربون قد سافروا بعيدا عندما تخطاهما والدا غيمارا، لقد كادوا أن يصلوا إلى مملكة جواش، وعندها ألقت غيمارا حفنة من الغبار في عيون والديها وأصبح الظلام شديدًا لدرجة أنّهم لم يتمكنوا من الرؤية.

وهربت مع جواش بأمان إلى مملكته، وعندما بدأوا إكمال الرحلة قالت غيمارا: جواش مهما حدث لا تنساني لدقيقة واحدة، فكّر بي طوال الوقت ولقد وعدها وكان يتذكرها كل لحظة في الرحلة، ومع ذلك عندما وصلوا إلى مملكته كان سعيدًا جدًا برؤية الوطن مرة أخرى وبعد كل مغامراته، وشعر أنّه من الجيد جدًا العودة إلى المنزل حيث تكون الأشياء أصغر حجمًا وتكون أكثر ملاءمة قليلاً.

ثمّ كان من دواعي سروره أن يرى جميع أصدقائه مرة أخرى، كان سعيدًا جدًا بالعودة إلى المنزل لدرجة أنّه نسي كل شيء عن غيمارا لدقيقة واحدة فقط، وعندما تذكرها استدار لينظر إليها وعندما رآها لم يصدق عينيه وبدلاً من أن تكون عملاقة طويلة القامة وصلت إلى كتف جواش فقط، كان متفاجئًا جدًا ولم يستطع النطق بكلمة واحدة، قالت غيمارا: لو كنت قد أهملت التفكير بي لمدة دقيقة أخرى.

كان يجب أن أختفي تمامًا ولن تعرف أبدًا ما سيحدث لي، وعندما أصبحت غيمارا صغيرة فقدت قوتها كساحرة بالكامل ولطالما كانت عيناها الجميلتان حزينتين لأنّ جواش نسيها تلك الدقيقة الصغيرة ،ولم تعد أبدًا إلى أرض العملاق ولكنّها حكمت كملكة لمملكة جواش للعديد من السنوات


شارك المقالة: