كيف صنع جلوسكاب الطيور

اقرأ في هذا المقال


كيف صنع جلوسكاب الطيور أو (How Glooskap Made the Bird) حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، نشرت عام 1922، للناشر (S. B. Gundy Toronto) جون لين ذا بودلي هيد.

الشخصيات:

  • الأطفال.
  • جلوسكاب.
  • العملاق.

قصة كيف صنع جلوسكاب الطيور:

ذات مرة قبل وقت طويل من قدوم الرجال البيض إلى كندا، كان هناك عملاق شرير تسبب في مشاكل كبيرة وحزنًا أينما ذهب، وأطلق عليه الرجال اسم ذئب الرياح، كان المكان الذي ولد فيه لا يعرفه أحد،لكنّ منزله كان في مغارة الرياح، بعيدًا في شمال البلاد في أرض الليل، وكان هناك رجال يعرفون أنّه كان يختبئ في أيام هادئة عندما تكون الشمس حارة وفي الليالي الهادئة عندما لا تتحرك ورقة أو زهرة أو نصل من العشب.

ولكن كلما ظهر، كانت الأشجار العظيمة تتشقق خوفًا وترتجف الأشجار الصغيرة وتثني الأزهار رؤوسها بالقرب من الأرض، في محاولة للاختباء من حضوره، وغالبًا ما كان يصطدم بهم دون سابق إنذار لمجيئه، ثمّ سقطت الذرة منبسطة ولم تنهض مرة أخرى، وتحطمت الأشجار العالية في الغابة، وسقطت الأزهار ميتة بسبب رعبها، وغالبًا ما تصرخ المياه العظيمة بصوت عالٍ أو تندفع ضد الصخور في محاولة للهروب من ذئب الرياح.

وفي ظلام الليل عند عواء العملاق، كان هناك خوف عظيم على كل الأرض، لقد حدث مرة في تلك الأوقات القديمة أنّ ذئب الرياح كان في حالة غضب شديد، وخرج ليقتل ويلتهم كل من تجرأ على القدوم في طريقه، صادف في ذلك الوقت أنّ العديد من العائلات الهندية كانت تعيش بالقرب من البحر.

كان الرجال والنساء يصطادون بعيدًا عن الساحل، كانوا يصطادون السمك ليصنعوا طعامًا لفصل الشتاء، ثمّ ذهبوا بعيدًا جدًا في زوارق صغيرة، لأنّ البحر كان ساكنًا لفترة طويلة وكانوا يعتقدون أنّه لا يوجد خطر، كان الأطفال الصغار بمفردهم على الشاطئ، وفجأة عندما غابت الشمس، ودون أي علامة على مجيئه، جاء العملاق من الشمال في غضبه الشديد باحثًا عن فريسة، وكان يزمجر بصوت عالٍ عندما جاء.

قال: أنا ذئب الرياح، العملاق،لا اعبر طريقي،لأنّني سأقتل كل من ألتقي بهم، وأتناولهم جميعًا، وكان يرش المياه ويلقى بها جانبًا في غضبه عندما كان ينزل على الصيادين البعيدين في البحر، لم يكن لدى الصيادين متسع من الوقت للخروج من متناول يديه أو التجديف إلى الشاطئ، فسرعان ما جاء العملاق ووصلهم وكسر قواربهم وقتلهم جميعًا.

وطوال الليل كان يحتدم فوق المحيط بحثًا عن المزيد من الصيادين، وفي الصباح،لم يكن غضب العملاق قد انتهى بعد، وعندما رأى أطفال الصيادين الصغار يلعبون على الشاطئ،كان يعلم أنّهم وحدهم، لأنّه قتل آباءهم وأمهاتهم، وقرر الإمساك بهم وقتلهم أيضًا.

وانطلق تجاههم وهو لا يزال في حالة من الغضب الشديد، سار سريعًا نحو الأرض وهو يزأر، ويضرب الصخور بجنون بالماء، ولما اقترب من الشاطئ صرخ في غضبه: سأمسك بكم وأقتلكم جميعًا وآكلكم وأبيض عظامكم على الرمال، لكنّ الأطفال هربوا بأسرع ما يمكن، واختبأوا في كهف بين الصخور العظيمة ووضعوا حجرًا كبيرًا عند مصب الكهف ولم يتمكن العملاق من الدخول.

كان يضرب الباب طوال النهار وطوال الليل،لكنّ الحجر كان قويًا ولم يستطع كسره، ثم ذهب في طريقه لا يزال غاضبًا جدًا ولا يزال يزأر، وصرخ: سأعود وأمسك بكم بعد، لا يمكنكم الهروب مني.

كان الأطفال خائفين للغاية وظلوا لفترة طويلة في الكهف بعد رحيل العملاق لبعيد حيث كان يمكنهم سماعه وهو يعوي ويتحطم في الغابة، ثم خرجوا، ولأنّهم كانوا يعرفون أنّ العملاق قتل آباءهم وأمهاتهم في البحر، هربوا إلى الغابة، لأنّهم اعتقدوا أنّهم سيكونون بأمان هناك.

ذهبوا إلى أرض الصفصاف حيث وجدوا مكانًا لطيفًا مليئًا بالعشب والزهور والجداول، وبينهم وبين البلد الشمالي الذي عاش فيه العملاق، كان هناك العديد من الأشجار الكبيرة ذات الأوراق السميكة التي كانوا يعرفون أنّها ستحميهم من العملاق.

ولكن في يوم من الأيام، جاء العملاق ذئب الرياح الذي وفياً لوعده، غاضباً مرّة أخرى للعثور عليهم، جاء إلى الأرض فقتل كل ما قابله في طريقه،لكنّه لم يستطع التقاط الأطفال،لأنّ الأشجار بأوراقها السميكة أبعدته، ولعدة أيام في أواخر الصيف حاول العثور عليهم ولكنّ منزلهم كان قريبًا من الأشجار، وانتشرت الأغصان الكبيرة فوقهم والأوراق السميكة أنقذتهم.

وفقط الشمس من الجنوب قادمة من بلد زهرة الصيف يمكن أن ينظر إليها، حاول قدر استطاعته بكل ما لديه من قوة العملاق القديمة التي لم تستطع إيذاءهم رغم أنّه كان يعلم أنّهم هناك، وكانوا دائمًا بأمان أثناء إقامتهم في أرض الصفصاف.

كان العملاق غاضبًا أكثر من أي وقت مضى بسبب فشله، ثمّ أقسم أنّه سينتقم من الأشجار، لذا عاد مرة أخرى وأحضر معه لمساعدته عملاقًا آخر من الشمال كان معه سحر غريب وقوي، وهو سحر الصقيع، وحاول العملاقان قتل الأشجار التي أنقذت الأطفال الصغار.

لكن على العديد من الأشجار لم يكن لديهم قوة، لأنّه عندما أتوا، ضحكت الأشجار فقط وتمايلت وقالت: لا يمكنك أن تؤذينا،نحن أقوياء، لأنّنا أتينا في البداية من أرض الليل أقصى شمال البلاد، ولا قوة لسحر الصقيع علينا.

كانت شجرة التنوب والصنوبر والأرز صامدة ولم يستطع إيذائها،ولكنّ الأشجار الأخرى، كان العملاق ينتقم منها كما أقسم، وفي إحدى الليالي عندما كان قمر الحصاد يضيء في السماء، جاء دون سابق إنذار، وبمساعدة العملاق الذي يحمل سحر الصقيع، قتل كل الأوراق التي أبعدته عن الأطفال، وألقى بهم على الأرض.

واحدة تلو الأخرى كانت الأوراق تتساقط من خشب الزان والبلوط والقيقب والصفصاف، ثمّ سقط البعض بسرعة، والبعض سقط ببطء، واستغرق البعض وقتًا طويلاً في الموت، و لكن أخيرًا، وقفت الأشجار عارية وباردة، وساد سكون وحزن في الغابة.

وضحك العملاق ولعب بصمت عبر الأغصان الخالية من الأوراق مع العملاق الآخر، وقال: الآن تغلبت على الأوراق التي أبعدتني عن الأطفال، والآن أريد أن أقتل الأطفال، لكنّ الأطفال اقتربوا أكثر من الأشجار القوية التي أتت في البداية من أقصى شمال البلاد والتي لم يكن لدى سحر الصقيع قوة عليها، وكانوا لا يزالون في مأمن من العمالقة.

كان الأطفال حزينين للغاية عندما رأوا ما فعله العملاق بأصدقائهم الأشجار، وكان الصيف قد عاد إلى أرض الجنوب، ولم يكن هناك همس في الأشجار، ولم تكن هناك أوراق، فقد كان الخريف الذي قتلهم بمساعدة العملاق.

أخيرًا، جاء ذلك الوقت من العام عندما قدم جلوسكاب الذي حكم على الأرض وكان عظيمًا جدًا في تلك الأيام، ويقدم الهدايا السنوية للأطفال الصغار، وجاء إلى الأرض على زلاجة تجرها كلابه الوفية ليكتشف بنفسه ما يتمناه الأطفال.

وجاء جميع الأطفال إليه طالبين منه امنياتهم، كان لدى جلوسكاب قوة كبيرة على الأرض في ذلك الوقت القديم حيث يمكنه دائمًا أن يفعل ما يشاء، و جاء الأطفال الصغار الذين حاول العملاق إيذاءهم إلى جلوسكاب، سيد الهدايا السحرية، وكانوا جميعًا حزينين للغاية لأنّ الأوراق قد اختفت.

وعندما سأل جلوسكاب: ماذا تتمنون؟ اجاب الأطفال: لا نتمنى شيئًا لأنفسنا، لكنّنا نطلب إعادة الأوراق التي قتلها العملاق إلى الحياة وإعادتها مرة أخرى في منزلها القديم في الأشجار، ظلّ جلوسكاب صامتًا لفترة طويلة وجلس وفكر كما كانت عادته، وكان يدخن بشدة في غليونه العظيم.

في ذلك الوقت لم يكن هناك طيور الغابة الصغيرة على الأرض، لأنّ جلوسكاب لم يكن قد أوجدها بعد، لم يكن هناك سوى الطيور التي سكنت بالقرب من البحر والتي لم يكن لدى العملاق قوة عليها،وكانت هناك أيضًا الطيور القوية التي سكنت مع الرجال وعملت معهم، وأعطتهم البيض والطعام.

هؤلاء هم الدجاجة والأوز والبط الذين أعطوا الرجال طعام، لكن لم يكن من العدل النظر إليهم، ولأنّهم كانوا لا يستطعوا الطيران جيدًا، قرر جلوسكاب إحضار طيور أخرى إلى العالم، ليس لتقديم الطعام ولكن لإضفاء السعادة على الأطفال في الأيام التي يسكن فيها الصيف في الأرض، مع ريشها الجميل وأغانيها الممتعة.

لذلك قام بخطة، وقال للأطفال الذين يطلبون هداياهم السنوية:لا يمكنني أن أعيد إلى الأشجار الأوراق التي قتلها العملاق، فقد فات الأوان الآن، لكنّني سآخذ الأوراق المتساقطة وأغيرها إلى الطيور الصغيرة، ولن تنسى الطيور أبدًا كيف ولدت.

وعندما يأتي الخريف، ستذهب مع الصيف بعيدًا إلى أرض الصيف، وفي الربيع ستعود دائمًا وستعيش بالقرب منها وسوف يعششون معظمهم في الأشجار تحت الأوراق، وحتى أولئك الذين يعششون في العشب سيحبون الأشجار ويبقون فيها.

وسيكونون جميعًا جميلين في لون مثل الأوراق التي ولدتهم، وسيكون صوت الهواء ومياه الضحك في حناجرهم وسيغنون أغانٍ حلوة للأطفال الصغار، وسأعطي الأشجار التي جردها العملاق من قوتها لإخراج أوراق جديدة كل فصل ربيع بحيث عندما يعود الصيف من برية الزهور، لن تكون الأشجار عارية.

وسأسلب الكثير من قوة العملاق حتى لا يتمكن بعد الآن من إيذاء الأطفال الصغار بنفس القدر الذي فعله من قبل، ثمّ لوح جلوسكاب بعصاه السحرية، وفي الحال قفزت قطعان كبيرة من الطيور الصغيرة من الأرض حيث كانت الأوراق المتساقطة، وغردوا وغنوا وعادوا إلى الأشجار، وكانت ذات ألوان جميلة مثل الأوراق التي ولدتها.


شارك المقالة: