اقرأ في هذا المقال
- كيفية البدء بكتابة القصة
- كتابة مقدمة للقصة
- ما هي العيوب التي تحدث في مقدمة القصص
- نموذج ومثال لكتابة قصة
تعتبر المقدمة هي واجهة القصة، وهي التي تجذب القارئ وتشجعه على الاستمرار في القراءة. لذا فإن كتابة مقدمة قوية ومثيرة للاهتمام هي الخطوة الأولى والأهم في بناء قصة ناجحة. فيما يلي سنتناول أهم العناصر التي يجب أن تتضمنها المقدمة الجذابة، وكيفية صياغتها بأسلوب فني يجذب القارئ.
كيفية البدء بكتابة القصة
فن القصة فن واسع وهنالك الكثير من أنواع العمل القصصي، وقبل البدء بأي قصّة يجب تحديد الفكرة وهذه الفكرة تتمحور حول عدّة مواضيع مثل: شخصية معيّنة ومن الممكن أن تكون هذه الشخصية معروفة أو لها علاقة بالكاتب بطريقة ما، ومن الممكن أن تحمل صفات إيجابية أو سيئة، أو موقف معيّن واجه الكاتب ويريد الكتابة عنه، مكان زاره الكاتب وترك أثراً معيّناً فيه، ومن الممكن أيضاً أن تكون الفكرة عن حدث تاريخي أو فترة معيّنة في التاريخ، أو قصّة.
وبعد التأكيد على الفكرة يقوم الكاتب باختيار الشخصيات لها، وكذلك تحديد المكان والزمان والمشكلة الأساسية أو الصراع وما هي طريقة حلّه أيضاً، ولا ينسى الكاتب أن يركّز على العقدة فيجب أن تكون مؤثرة وتترك الأثر العميق في نفس القارئ؛ وذلك لأنّها تعتبر المحرّك الأساسي للقصة.
كتابة مقدمة للقصة
من أهم الأمور لنجاح أي قصة والتي ستشجّع القارئ على إكمال قراءة القصة والتشوق لها هي المقدمة الرئيسية لذلك يجب عند كتابتها أن يراعي الكاتب الأمور التالية:
- أياً كان موضوع أو فكرة القصة فلا بد من أن تتسّم المقدمة بالقوة والجاذبية؛ بحيث تحمل موضوع غير اعتيادي أو تتحدّث عن العقدة الأساسية والصراع الذي سيواجه الشخصيات في القصة خاصّةً الشخصية الرئيسية، كذلك يجب تحديد الزمان والمكان الذي ستحصل فيه الأحداث؛ وذلك من أجل أن يميّز القارئ بأي عصر حدثت هذه القصة، مع التركيز على ذكر التفاصيل الحسيّة للمكان مثل صوت المكان ورائحته وغيره.
- يجب تقديم شخصية البطل بطريقة جيّدة وذكر بعض صفاته وسماته الأساسية خاصّةً الغريبة منها.
- لا مانع من أن تكون المقدمة جملة حوارية وهنالك العديد من الأمثلة على روايات وقصص ناجحة تبدأ بعبارات حوارية؛ على الرغم من أن الجمل الحوارية تعتبر خادعة أحياناً ولكن غالباً ما تنجح في جذب القارئ:
برواية هنري ميلفيل “موبي ديك” يبدأ الكاتب بعبارة (اسمي ريتشيل)، ومن هذه النقطة يبدأ الراوي في الحديث عن محبّته للرحلات البحرية وعن حبّه للمحيطات، وهذه العبارة الافتتاحية من شأنها أن تجذب انتباه القارئ وتجعله أقرب للشخصية الأساسية، وعلى الرغم من أن تلك مقدّمة لرواية، إلا أنها تصلح كذلك لتكون مقدمة قصة قصيرة.
تبدأ قصة تشيكو (السيدة صاحبة الكلب الصغير ) بهذه العبارة (قيل أن شخصًا جديدًا ظهر على ساحل البحر؛ سيدة معها كلب صغير)، وتستمر القصة لتحكي عن غوروف، وهو ضيف آخر على ساحل البحر انجذب إلى هذه السيدة، ثم تحكي القصة عن العلاقة العاطفية التي نشأت بينهما، وعلى الرغم من بساطة العبارة إلا أنّها فعالة، وتترك القارئ نهمًا لمعرفة المزيد عن هذه المرأة.
- البدء بذكر أي نوع من أنواع التوتر الدرامي مثل: كشف سر خطير عن القصة مثلاً: (سميرة تخون زوجها مع أحد أصدقائه، أو ذكر شيء مهمّ عن ماضي الشخصية الرئيسية في القصة مثل: (غادر عزيز القرية للمرة الثانية بعد ظهور حورية البحر) أو أي نوع من الجمل التي تشعر القارئ أن الكاتب سيذكر السبب في ذلك.
- طريقة البدء بتقديم الصراع بشكل مباشر مثل قول: (منى لم تقابل أمّها لمدّة عشر سنوات فهل تسامحها إن قابلتها؟)، وبهذه الطريقة سيصبح القارئ متحمسّاً للقراءة أكثر عن هذا الصراع وأسبابه.
ما هي العيوب التي تحدث في مقدمة القصص
يجب على الكاتب أن يتجنب أهم العيوب التي قد تحدث في القصص وتسبب الارتباك مثل:
- البعد عن العبارات التقليدية والمكرّرة أو ما يسمّى ب (الكليشيهات)؛ وذلك لأنّها ستجعل القارئ يتشكّك في أصالة القصة.
- البعد عن ذكر جميع ما يخصّ القصة والإفصاح عنه؛ لأنّ هذا سيجعل القارئ غير متحمّس لتكملة القراءة.
- البعد عن طرح الأسئلة بشكل مباشر ومتكرّر بل يجب على الكاتب أن يكتب جمل تجعل القارئ يثير الأسئلة بنفسه.
- من المهم أن تكون المقدمة واضحة فلا يركّز الكاتب على جمال اللغة بقدر تركيزه على وضوحها في البداية.
نموذج ومثال لكتابة قصة
في قريةٍ صغيرةٍ نائيةٍ، على أطرافِ غابةٍ كثيفةٍ، عاشتْ فتاةٌ جميلةٌ تُدعى “ليلى”.
كانتْ ليلى يتيمةً، تعيشُ مع جدّتها العجوزِ في كوخٍ صغيرٍ.
كانتْ ليلى ذكيةً وفضوليةً، تحبّ استكشافَ الغابةِ والبحثَ عن أسرارها.
في أحدِ الأيام، بينما كانتْ ليلى تتجوّلُ في الغابةِ، صادفتْ حيوانًا غريبًا لمْ ترَهُ من قبلُ.
كانَ الحيوانُ صغيرًا ولهُ فراءٌ أبيضُ ناعمٌ، وعيونٌ زرقاءُ لامعةٌ.
اقتربتْ ليلى من الحيوانِ بحذرٍ، فلمْ يُظهرْ أيّ خوفٍ منها.
مدّتْ ليلى يدها لتمسحَ فراءَ الحيوانِ، فشعرَتْ بدفءٍ ونعومةٍ.
عرفتْ ليلى أنّ هذا الحيوانَ ليسَ حيوانًا عاديًا، بلْ هوَ مخلوقٌ سحريٌّ.
منذُ ذلك اليوم، أصبحَتْ ليلى والصديقُ السحريّ أصدقاءً مقرّبين.
كانَ الصديقُ السحريّ يُشاركُ ليلى مغامراتِها في الغابةِ، ويُساعدُها على حلّ مشاكلِها.
تعلمتْ ليلى من صديقِها السحريّ الكثيرَ عن العالمِ السحريّ، وعن أسرارِ الغابةِ.
في أحدِ الأيام، بينما كانتْ ليلى وصديقُها السحريّ يلعبانِ في الغابةِ، صادفا مجموعةً من الصيادينَ.
كانَ الصيادونَ يُريدونَ قتلَ الحيواناتِ، فحاولَتْ ليلى منعَهمْ.
لكنّ الصيادينَ لمْ يُصغوا إليها، بلْ حاولوا إيذاءَها.
دافعَ الصديقُ السحريّ عن ليلى، واستخدمَ سحرَهُ لطردِ الصيادينَ.
شكرتْ ليلى صديقَها السحريّ على إنقاذِها، ووعدَتْهُ بأنّها ستُحافظُ على سرّهِ.
عاشتْ ليلى وصديقُها السحريّ حياةً سعيدةً مليئةً بالمغامراتِ، وعلّمَتْ ليلى الجميعَ أنّ السحرَ موجودٌ في كلّ مكانٍ، وأنّهُ يكفي أنْ نُؤمنَ بهِ ونفتحهُ في قلوبِنا.